الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحنين إلى الماضي أثر على حياتي الحاضرة

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الحنين إلى الماضي، وحب الماضي أكثر من الحاضر، رغم أن هذا الماضي لم يكن مثاليا جدا، ولكن بسبب اجتماع بعض الظروف، وحينها عندما كنت في فترة الدراسة الثانوية عشقت هذه الفترة بالذات دون غيرها، وأتمنى كثيرا لو تعود بي عجلة الزمن إلى الوراء إلى هذه الفترة تحديدا!

رغم أنني ارتكبت أخطاء كثيرة في هذه الفترة، وكنت قليل الخبرة بالحياة والأمور، ولكن أحاول دائما إقناع نفسي أن هذه كانت أفضل فترة في حياتي.

هذا الحنين إلى الماضي يؤثر علي في أحيان كثيرة، ويجعلني ليس لدي رغبة أو دافعية في فعل أي شيء، ولكن بسبب مروري ببعض المشكلات والظروف العصيبة جعلتني أكره الحاضر بكل ما فيه، وأحب الماضي جدا.

بدلاً من أن أتقدم في حياتي إلى الأمام، وقفت في منتصف الطريق؛ لأبدأ رحلة العودة إلى الوراء، وكأن الزمن توقف بي عند نقطة في الكون لم أغادرها.

أرجو أن توجهني -يا شيخي- ماذا أفعل؟ لأن عجلة الزمن لا تدور أبداً إلى الوراء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا تبك على اللبن المسكوب، ولا تدر حول نفسك وتعيش الماضي وتردد: لو كان كذا لكان كذا، ولكن ردد في يقين: قدّر الله وما شاء فعل. واعلم بأن لو تفتح عمل الشيطان، وهم الشيطان أن يحزن بني الإنسان، فعامل عدونا بنقيض قصده، وتعوذ بالله من شره، وإذا تذكر الإنسان الماضي ليأخذ منه العبر والعظات، ثم ينطلق إلى المستقبل مستفيدا من خبرات الماضي؛ فلا مانع من ذلك.

المسلم يتكيف مع عصره، ويوقن أن الدنيا قصيرة، وأنها جبلت على الكدر، ولكن المؤمن يعيش ويتعايش؛ لأنه يفهم قول النبي عليه صلاة الله وسلامه: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).

هذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعود نفسك الرضا بقضاء الله وقدره، وتفاءل بالخير تجده، وتوكل على الله واستعن به، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، ونسأل الله أن يجعلكم ممن إذا أعطي شكر، وإذا منع شكر، وإذا ابتلي صبر.

وفقكم الله، وحفظكم، ونكرر الترحيب بكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق كريم

    بارك الله فيكم استفدت من الاجابه نفس القصه لدي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً