الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات الهلع وأثرها في التخوف من تزايد نبضات القلب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

عمري 19 سنة، أعاني من تسارع نبضات القلب بعد ممارسة أي جهد رياضي، يستمر لمدة 5 - 6 ساعات، مع نبض يتراوح ما بين 90 - 110 نبضة، ذهبت إلى طبيب للقلب، فطلب مني القيام بعمل هولتر وايكو، وتحليلا للغدة، فكانت كلها سليمة والحمد لله، عدا أن الهولتر قام بتسجيل 145 حلقة من الـ tachycardia، ولكن الطبيب لم يعلق عليها، وقال: إن نتائج الهولتر سليمة، فما سبب هذا التسارع؟

علما أني أصاب بنوبات هلع من وقت لآخر، وعندي خوف من أن أصاب بنوبة قلبية، وأصاب بنبضة غريبة أشعر بها من حين إلى آخر، فكيف أعالج هذا الخوف؟ وهل تسارع القلب هذا ممكن أن يؤدي إلى نوبة قلبية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابراهيم محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيهَا الابن الفاضلُ: أنت ذهبت إلى طبيب القلب، وقد قام بفحصك، وأجرى لك الفحوصات المتقدمة جدًّا، والتي أثبتت أن قلبك سليم، وسليم جدًّا، كل الذي لديك هو نوع من التسارع الفسيولوجي –أي الطبيعي– للقلب، ومن المفترض كان الأخ الطبيب أن يصف لك علاجًا ويعطيك المزيد من الإرشاد.

تسارع ضربات القلب قد يكون سببه نفسيًا، أو فسيولوجيًا، الأسباب الفسيولوجية منها نقص الدم، مستوى الـ (هيموجلوبين Haemoglobin) حين يكون قليلاً يُعوِّض القلب من خلال التسارع، لكن الإنسان يحسّ بالتكاسل، وافتقاد الطاقات، وكذلك الدوخة.

من الأسباب الأخرى الفسيولوجية: تزايد إفراز هرمون الغدة الدرقية، هذا أيضًا يؤدِّي إلى تسارع في ضربات القلب.

أما الأسباب النفسية فأهمها القلق والتوترات والمخاوف، والآن أنت قلبك سليم عضويًا، فأعتقد أنه ربما يكون لديك شيء من قلق المخاوف، حيث إنك كنت في الماضي أُصبتَ بنوبة هلع، وأقول لك: هذا الأمر يُعالج ببساطة وسهولة شديدة، إنْ ذهبت إلى الطبيب النفسي هذا هو الأمر الأمثل.

العلاج يتكون من علاج دوائي وعلاج سلوكي، أهم علاج سلوكي هو تجاهل هذا الذي تعاني منه، ولا تكون شخصًا مراقبًا على وظائفك الجسدية -خاصة وظائف القلب- بصورة صارمة، وعليك بتطبيق تمارين الاسترخاء، وهي كثيرة جدًّا، أهمها: تمارين التنفس التدرجي، وكذلك تمارين قبض العضلات وإطلاقها، وبهذه المناسبة موقعنا أعد استشارة تحت رقم: (2136015) يمكنك الاستفادة منها كثيرًا.

ممارسة الرياضة نراها أمرًا جيدًا ومهمًّا جدًّا، النوم الليلي المبكر مطلوب، تجنب النوم النهاري، عدم تناول الشاي أو القهوة، أو على الأقل التقليل منها، وكذلك تجنب المشروبات التي تحتوي على (الكافيين Caffeine) ومنها الكولا والبيبسي والشكولاتة في بعض الأحيان.

إذًا هذه هي التحوطات التي يجب أن تتخذها، وبالنسبة للعلاج الدوائي: أعتقد أنك تحتاج لجرعة صغيرة من العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (إندرال Inderal) ويعرف علميًا باسم (بروبرانولول Propranlol)، فهو كابح لتسارع ضربات القلب دون أن يضر بالقلب، وفي ذات الوقت قطعًا تناول أحد مضادات المخاوف سيكون أمرًا مفيدًا ورائعًا جدًّا، عقار (سبرالكس Cipralex) مثلاً لمدة ثلاثة أشهر سيكون ممتازًا وفاعلاً.

إذًا اذهب لطبيبك -إمَّا الطبيب النفسي أو طبيب الأسرة– ووضِّح له ما بك، وانقل له ما ذكرناه لك، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يُوافق على هذه الآليات التي أوضحناها لك، وسوف يقوم بوصف الدواء.

عش حياتك بصورة طبيعية، اجتهد في دراستك، اجعل لحياتك معنى حقيقيا، معنى إيجابيا تُحقق من خلاله أهدافك... هذا كله يُساعدك على أن ينصرف انتباهك عن هذا القلق التوتري وما يصحبه من مخاوف تؤدِّي إلى تسارع في ضربات القلب.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً