الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي مقصر في صلاته ومدمن لمشاهدة الأفلام الإباحية، فكيف أعالج المشكلة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي الأولى مع زوجي: انشغاله بمشاهدة الأفلام الإباحية.
ومشكلتي الثانية معه: تكاسله عن الصلاة وتقطيعها.

أرجوكم أفيدوني فزوجي هو حياتي، وأتمنى له الخير، فهو غير مقصر معي ويوفر لي الحياة السعيدة، وأنا في المقابل لا أقصر معه في الواجبات الزوجية، ولكن تصرفه يضايقني، ويبعث في نفسي التقصير.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم روند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقر عينك بصلاح زوجك وتحقق الآمال.

أعجبنا وأسعدنا حرصك على هداية زوجك، ورغبتك في إبعاده عن المنكرات، وخوفك في مكانه، وللمعاصي شؤمها فكيف إذا كانت المخالفة هي التهاون في الصلاة، التي تهدد العظيم من يؤخرها عن أوقاتها بقوله: {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون}، قال مصعب بن سعد لأبيه -رضى الله عنهم- أهم الذين لا يصلون؟ فقال لا يا بنى، لو تركوها لكفروا، ولكنهم الذين يؤخرونها عن وقتها، وقال سبحانه: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا}، والعظيم يفتح الأبواب فيقول: {إلا من تاب}، فكوني عونا لزوجك على الطاعات، واعلمي أن الآية الكريمة ربطت بين ترك الصلاة واتباع الشهوات، والمواظبة على الصلاة فيها العلاج، لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.

فاجتهدي في دعوته والدعاء له، ولا يحملك تقصيره على التقصير في حقه لأن الخطأ لا يعالج بالخطأ، وأشعريه بخوفك عليه، وشفقتك عليه، وأظهري السعادة عندما يلتزم بصلاته، واقتربي منه وأشغليه بالمفيد، واطلبي معاونته لك على طاعة الكريم المجيد، واعلمي أن للأنثى تأثيرا كبيرا على زوجها، وذكريه بما فيه من الإيجابيات.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وتواصلي مع موقعك لتجدي المساعدة في وضع الخطط الدعوية لرده إلى الصواب، ومن ما يساعدنا جميعا في ذلك بعد توفيق الله معرفة المدخل الحسن إلى نفسه، ونمط شخصيته، والأشياء التي يعتذر بها، والأشياء التي تؤثر عليه، وكل ما يمكن أن يساعدنا ويساعدك، ونكرر لك الشكر على التواصل، ونسأل الله أن يبعده عن المواقع السيئة، وأن يعينه على الالتزام بالصلاة.

وفقك الله وسدد خطاك وحفظك وأيدك وتولاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً