الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يشاهد مواقع غير لائقة عبر هاتفه، فكيف أتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة متزوجة منذ أكثر من عام، وزوجي غير ملتزم دينياً، وجدته أكثر من مرة يشاهد مواقع وصورا إباحية، وحدثت مشاكل بيننا بخصوص هذا الموضوع، واكتشفت مؤخراً أنه ما زال يشاهد تلك الأشياء عبر الهاتف النقال، رغم عدم تقصيري معه في شيء، فهل أواجهه بما وجدته في هاتفه، فأنا لا أجيد التمثيل عليه، أو إظهار أنه لم يحدث شيء، فكيف أستطيع حل المشكلة؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بأمر زوجك، ونسأل الله أن يقر عينك بهدايته وبصلاح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا شك أن قربك منه، والتزين له، والتعرض له، والسعي في إمتاع نفسك وإمتاعه، من أهم وأكبر أسباب تخليه عن المشاهدات السيئة، فعوديه على حلاوة الحلال، وعاونيه على طاعة الكبير المتعال، وركزي على ما فيه من جميل الخصال، واستعيني بالعظيم الذي يرزق حسن الأخلاق والأقوال والأفعال، ونتمنى أن لا تتخاصمي معه مرة أخرى، فأنت مثل الطبيب، والطبيب إذا عرف المرض لا يعيد الفحوصات، وإنما يبدأ مباشرة بالعلاج، ويتقرب من المريض، ويشجعه ويتحبب إليه.

وثقي بأنك الأجمل في عينه ولذلك اختارك، ولكن المتبرجات وأهل المواقع المشبوهات لا يظهرون إلا الأشياء الجميلة فقط، ونحن ندعو كل بناتنا المتزوجات أن يتفنن في إظهار مواطن الفتنة والجمال لأزواجهن، ليكن سبباً في تحقيق العفاف لأزواجهن، والمتعة لأنفسهن، وتوقفي عن التجسس والتفتيش والتنبيش، فإن ذلك لا يحل الإشكال، ولكن سوف يجعله يتخذ مزيداً من الحيل بدلاً من أن يسعى في التصحيح، وسوف يقول له الشيطان: إذا كانت لا تثق بك، ولا تصدقك، فلماذا تتغير؟

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالاجتهاد في الدعاء له وإحسان الظن به، والصبر عليه، ونسأل الله أن يسعدك ويفرحك بتوبته ورجوعه إلى الله، نشكر لك التواصل قبل اتخاذ قرار المخاصمة، ونسعد بالاستمرار في التواصل مع موقعك، ونتشرف بخدمة أبنائنا وبناتنا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السويد ام عمر

    اجمل كلمه قيلت الذي يرزق الاخلاق والاقوال والافعال. بلفعل حسن الخلق رزق من عند الله...

  • تركيا سامي

    جزاكم الله خير اخي وكثر الله من امثالكم وجعل الجنه مؤه لنا ولكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً