الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بين حبي لشاب وخوفي من الله، أعيش صعوبة اتخاذ القرار

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحببت أولا أن أشكر القائمين على هذا الصرح المفيد.

أنا فتاة عمري 19 سنة، مررت بعلاقة عاطفية منذ أربع سنوات، ودامت حتى الآن، عرفته عن طريق أحد مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يحدث بيننا تواصل غير الشات والاتصالات، في الحقيقة كثيرا ما أشعر بالندم حيال ما أفعله، من خيانة لثقة أهلي وغيرها، وأحيانا أشعر بالندم من كثرة المشاكل بيننا، مع العلم أننا متفقان على الزواج عندما تسنح له الفرصة، كنت أظن بأن العلاقات مثل هذه غير جائزة، لكن إن كانت نهايتها الزواج، فبعد الزواج تسقط الآثام، لأن الشخصين اجتمعا بالحلال، ولكنني علمت أنها حرام حتى وإن حدث الزواج.

أريد حلا لمشكلتي، فأنا متناقضة في قراراتي، عندما أقرر البقاء أتذمر من الندم، وعندما أقرر الرحيل يكسرني كلامه المعتاد لي: أنت لا تريدينني، وتظنين بأنني ألعب بمشاعرك، وتظنين بأنني الشيطان، وأنت الملاك، وأنني مجمد المشاعر. وعندما أخبره بأن هذا حرام، وأنه إن أرادني عليه طرق الباب، يجيبني بأنني لا أحبه، وأريد أن أتركه، وأنه يحبني، ولا يقدر على فراقي، وعندها أتراجع عن قراري، وهو كثيرا ما يصفني بالأنانية، وإنني إن كنت أريده فسوف أبقى معه، حتى يحين الزواج، ولقد أخبرني مؤخرا بأنه قد أخبر والده بذلك، وما كان من أبيه إلا أن رحب بالفكرة، وقال له: انتظر حتى تتحسن أمورك، فتتقدم لها رسميا.

أخبرت صديقتي منذ سنة تقريبا عن علاقتي، فنصحتني أن أبتعد عنه، فابتعدت عنه، لكن بعد ذلك شعرت بالوحدة من دونه، وعدت إليه دون أن أخبر أحدا، وأصبح من جهته لا يثق ببقائي الدائم معه، ففي كثير من الأوقات كنت أبتعد عنه تحت مسمى الندم، وأعود بعد ذلك بفترة لأجده ينتظرني، ويستقبلني بحديثه الذي يجبرني أن أبقى معه، عندما يقول: بأنني أكسره كثيرا برحيلي، وأنه بحاجة إلى الاهتمام، وليس الإهمال والبعد، أحتاج إلى المساعدة، فقد يئست من نفسي، ومن كل ما يحدث لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الخاطئ، يوصل الشخص إلى نتائج كارثية، فالعلاقات العاطفية السليمة يحصل عليها الإنسان بالطريقة التي أحلها الله، وهي الزواج، وكثير من الشباب الذين تتعرف عليهم الفتيات عبر برامج التواصل الاجتماعي هم من الذئاب البشرية، الذين ينصبون شباكهم لإيقاع الفتيات فيها، ومن ثم يعبثون بمشاعرهن، حتى يتوصلوا إلى القضاء على عفتهن، ومن ثم يرمونهن ويمشون رغم أنهم كانوا يواعدونهن بالزواج، وما أكثر القصص الحزينة والمبكية التي حدثت بهذه الطريقة.

وأنت ولا شك قد ارتكبت خطأً بهذا التواصل، وبهذه العلاقة، وخنت ثقة أهلك بك -كما ذكرت-، فيجب عليك أن تقطعي هذه العلاقة فورا، وبدون تردد، واحمدي الله أنك لم تقعي في خطأ لا يمكن تجاوزه، وإياك أن تصدقي كلامه المعسول، وأن أباه مرحب بفكرة الزواج بك، فقد يكون غير صادق في كلامه، وإنما هي محاولة منه لتصدقيه وتستمري معه، فلو كان حقا يريدك زوجة فليأت البيوت من أبوابها، فقد قضيتم أربع سنوات في هذه العلاقة، فهذا الشاب لا يريد إلا أن يتسلى بك، ويتلاعب بمشاعرك، فكوني على ثقة بأن نصيبك سيأتيك، فالزواج رزق مقسوم يسير وفق قضاء الله وقدره، والرزق لا يؤخذ بالمعصية، كما قال عليه الصلاة والسلام:( إن روح القدس نفث في روعي، أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فأجملوا في الطلب، فإن رزق الله لا يؤخذ بالمعصية).

وعليك أن توثقي صلتك بالله بالطاعات المتنوعة، من صوم وصلاة وتلاوة قرآن، وتضرعي إلى ربك بالدعاء أن يرزقك الله الزوج الصالح، الذي يسعدك في الدنيا، وتوبي إلى الله واستغفريه، تجدين الله غفورا رحيما.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً