الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أرد المظلمة وأكفر عن ذنوبي دون علم أصحابها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أحب أن أشكر جهودكم الكريمة في هذا الموقع الرائع.

لو أنني ظلمت شخصا ما بالضرب أو هتك عرضه دون علمه بأنني المتسببة في الأمر، وقام هذا الشخص بالدعاء علي، بعد تلك الحادثة بسنة صرت أعاني من الصداع المستمر منذ ثلاثة أعوام، ماذا أفعل لمسح دعوة المظلوم؟ أريد حلا غير طلب المسامحة وجهاً لوجهه، وفي حال دعا علي أحدهم من دون أن أظلمه هل تتحقق دعوته؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن نبادل شكرك وثنائك بالدعاء والشكر، فنشكر لك تواصلك معنا وثقتك فينا، كما نشكر لك دعائك لنا، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يأخذ بيدك إلى مرضاته، وأن يُذهب عنك ويصرف كل شرٍّ ومكروه.

إذا ظلمتِ شخصًا فالواجب التوبة، والتوبة تعني:
• الندم على ما كان من هذا الظلم.
• والعزم على عدم الرجوع في المستقبل إلى مثل هذا الظلم.
• مع ترك هذا الظلم والإقلاع عنه.
• وهناك شيء رابع وهو: التحلل من هذا الظلم، وذلك بأن تطلبي من المظلوم أن تطلبي من المظلوم أن يعفو عنك، يُحلِّلك من مظلمته، وإذا كانت مظلمة مالية فالواجب ردُّ هذا المال إلى المظلوم، إلَّا أن يعفو عنه ويُسامح.

فإذا فعلت هذه الأمور الأربعة تاب الله تعالى عليك، وغفر لك، وهذه التوبة تمحو ما قبلها من الذنوب، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).

وأما إذا دعا عليك أحدٌ من غير ظلمٍ فهذا اعتداء منه في دعائه، فلا تخافي منه، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: {ادعُوا ربكم تضرعًا وخفية إنه لا يُحبُّ المعتدين}، فلا يقبل الله عز وجل دعاءً فيه إثم أو قطعية رحم، كما جاءت بذلك الأحاديث.

وأما ما تعانين منه من الصداع، فننصحك بأن تأخذي بالأسباب، فإن النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ما أنزل الله داءً إلَّا وأنزل له دواء)، ويقول: (تداووا عباد الله).

فخذي بالأسباب الحسية من طلب الدواء، ولا بأس أن تستعملي الرقية الشرعية، فإنها من جملة الأدوية، ومن جُملة ما يُستشفى به، وقد علَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابي الذي جاء يشكو إليه ألمًا في جسده، فقال له: (ضع يدك على الذي يألم من جسدك، وقل بسم الله ثلاث، وقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شرِّ ما أجدُ وأحاذرُ، سبع مرات)، فأنت استعملي هذا الدعاء، ونرجو الله تعالى لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً