الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرفت على فتاة لأتزوجها عندها تصور خاطئ عن الدين!

السؤال

السلام عليكم.

تعرفت حديثاً على فتاة، رأيت أنها تناسبني من كل الجهات، وأنها محترمة ومثقفة، ولكن مشكلتي معها هو الدين، حيث تحدثنا مرة عن الدين وقالت: إنها تشعر بأن ديننا عسر وتضييق، وهي غير مقتنعة بالصلاة! وليس عندها أي مشكلة إن أقنعتها فهي لم تترب مثلي في بيت مؤمن وقائم بواجباته الدينية.

هي تشعر بأن ديننا يقيد حرية المرأة بالذات في الملبس، فهي تحب لبس ما يحلو لها، خاصة في المناسبات، وسألتني مرة عن رأيي بذلك؟ فقلت لها: إني لا أقبل على نفسي ذلك.

أنا أعلم أنها لم تترب على ذلك، لذا لا أريد أن أتركها، لأني معجب بها وأريدها، وأرى أنها مناسبة لي، وأريدها أن تعرف دينها وتقوم بواجباته؛ لذا لا أريد أن أتركها، بل أريد أن أعلمها دينها، وهي لا تملك أي مشكلة في ذلك، ولكني لا أعلم كيف أقنعها بمسألة أن ديننا لا يقيد ولا يضيق على المرأة! وكيف أقنعها بأن اللباس القصير مثلاً حرام، وليس تقييد حرية؟ وعلى وجوب الصلاة، كونها لم تترب عليها، فأطلب منكم المساعدة في ذلك، رحمكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الجيد أن تفكيرك بالزواج مرتبط بالشرع، فمن الشروط المطلوب توفرها في الزوجة أن تكون على دين وخلق، كما أرشدنا نبينا عليه الصلاة والسلام، فقال: (تنكح المرأة لأربع لدينها وجمالها ومالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك) فهذه الفتاة التي تعلق بها قلبك مفتقدة لأهم صفة في الزوجة، وهي الدين، ولعل الذي أعجبك منها أمر ثانوي ليس له أي قيمة بدون الدين، ولا أدري هل هذه الفتاة تقول إنها مسلمة أم لا؟ وهل تعرف ما معنى الإسلام؟ فإن كانت تدعي أنها مسلمة فالإسلام المتمثل بالقرآن والسنة يدعوان للصلاة وبقية العبادات، كما أن اليهود والنصارى بل حتى عباد الأصنام والأوثان لهم صلواتهم وعباداتهم المحرفة والباطلة، فلم حصرت هذه الفتاة عدم اقتناعها بدين الإسلام؟! وإن كانت تدعي أنها مسلمة فالإسلام يأمر النساء بالحجاب ويأمر المرأة بأن تحتجب عن الرجال الأجانب، ولا تبد عورتها لأحد إلا لزوجها، ومع هذا كله فلا مانع أن تحاورها كي تقنعها بدين الإسلام، وليكن الحوار بينكما مكتوباً، مع الحذر من الوقوع في المحظور الشرعي، فإذا رأيت تصلباً ومجادلة فاترك محاورتها، فإن أخشى ما أخشاه أن تؤثر عليك، وعليك بكثرة الاطلاع في الأمور التي ستحاورها بها، ولا تجادل في أي أمر ليس لك به علم، واعلم أن الله لم يضيق عليك، وابحث فستجد من هي أفضل منها، فالنساء لم تعقم أن تلد مثلها بل أفضل، ودونك بعض المقالات للاطلاع:

رابط مقال بعنوان: حرية المرأة في ظل الإسلام https://www.islamweb.net/ar/article/12387
رابط مقال بعنوان: المرأة المسلمة بين الحرية المقيدة والحرية المطلقة.
http://islamselect..net/mat/84018
رابط مقال بعنوان: شبهات حول حقوق المرأة في الإسلام:
https://saaid.net/daeyat/nohakatergi/57.htm
اطلع على باب شبهات وردود في موقع الشيخ صالح العصيمي، وهذا رابط الموقع:
http://www.alislamnaqi.com/home

أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد وأن يرزقك بالزوجة الصالحة التي تسعدك إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً