السلام عليكم

أنا الآن تخصصي تمويل واستثمار في مستوى متقدم، وبقي سنتان إن شاء الله، وأتخرج

أنا ما صليت الاستخارة حين كنت بالتحضيري لاختيار التخصص المناسب لي، واخترت تخصص تمويل واستثمار، وأنا لم أكن أعلم ما هو! بل لم يكن لدي خلفية عن الجامعة بشكل عام، وعن طريقة تدريسها وغير ذلك.

أنا لست مرتاحاً لهذا التخصص راحة كاملة، بسبب الربا، ولأن تخصصي يعتمد على الأرباح والقيمة المستقبلية وغيرها، فالربا -والعياذ بالله- يدخل فيها بشكل كبير، وأنا أريد الهرب من الربا بأقصى ما يمكن، فأنا أستطيع التحويل للتخصصات التالية (تأمين وإدارة مخاطر - إدارة أعمال - أعمال مصرفية - اقتصاد) هؤلاء التخصصات الأربع التي يمكن أن أحول عليها فقط بسبب المدة الدراسية القانونية بالجامعة.

أنا محتار في أمري! هل أبقى على تخصصي أم أستشير حول التخصص الذي لا يوجد فيه ربا أم ماذا؟ وأفكر أن أحول للتأمين، ولا أعلم، فأتمنى أن تساعدوني على اختيار التخصص الأنسب البعيد عن الربا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك هذا الورع الذي دفعك للخوف من الربا، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يغنينا وإياك بالحلال، وأن يطيل في طاعته الأجال، وحق للإنسان أن يخاف من الريبة، والعاقل يترك الربا والريبة، ونحن لا ننصح بترك هذه التخصصات لمن لا يعرفون الحلال ولا الحرام.

الحمد لله هناك مؤسسات مالية إسلامية، ولدت بأسنانها، وهي بحاجة إلى أمثالكم، ولن نستطيع تغيير نظام الربا إلا بتوفيق الله أولاً ثم بالإعداد العلمي للغيورين، ويمكن أن يكون الاستثمار حلالاً مباركاً، وكل البنوك الإسلامية لها وحدات استثمارية، بل هي الأكثر ربحاً وبركة.

نتمنى أن تتفوق وأن تتوسع في معرفة الصيغ الإسلامية في المعاملات التجارية، ديننا يهتم باقتناء المال وبتنميته وبالمحافظة عليه، بل هو من الكليات التي جاء الدين لحمايتها، وهي: الدين والنفس والعقل والعرض والمال.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن نراك متفوقاً وحريصاً على تطبيق الصيغ الشرعية طاعة لرب البرية.

العالم اليوم بحاجة إلى ما عندنا من الخير، وقد شهد الكبراء منهم بأن الاقتصاد العالمي في أزمة بسبب الربا وأن الحل في النظام المالي الإسلامي الذي يحرم الربا.

نحن في الحقيقة لسنا بحاجة لشهادة أحد على صحة ما جاء في ديننا، والأمر كما قالوا: الفضل ما شهدت به الأعداء. كما أن في شهادات الغربيين ما يفيد بعض المفتونين بحضارة الغرب ورجالاته.

نكرر دعوتنا لك بضرورة التفوق في دراستك وأقصد بكل ذلك مناصرة الحق، فالعلم سلاح في الخير، إذا قصد صاحبه الخير، نسأل الله لك التوفيق والسداد والنجاح.