الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف وعند تناول الدواء تزداد حالتي سوءًا، أفيدوني ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة، متزوجة منذ 25 سنة، كنت أعاني من الأرق والخوف من الموت، وفي كل يوم أشعر بخوف شديد، ولا أستطيع النوم، وذهبت إلى الطبيب، ووصف لي دواء (بروزاك)، ولكن ساءت حالتي عليه، الحمد لله في أول 10 أيام شفيت وتركت الدواء، ولكن منذ فترة أعاني من عدم الاستمتاع بالحياة، وأشعر بضيق دائم، وخوف من الموت، وفي بعض الأوقات ينتابني شعور أني سأموت، وأنتظر ملك الموت، الآن تحسنت حالتي كثيرا ولله الحمد، ولكني أريد أن أعرف ماذا أفعل؟ فأنا أخاف من العلاج، لأن البروزاك زاد حالتي سوء في الفترة الأولى من تناوله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ saso حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي يظهر لي أنه لديك قابلية واستعداد لما يُعرف بقلق المخاوف الوسواسي، وهذه حالات نفسية بسيطة، ظواهر لا نعتبرها مرضًا، تعتمد دائمًا على البناء النفسي لشخصية الإنسان، وأفضل علاج هو:
• التجاهل التام للأعراض.
• التوكل على الله تعالى.
• أن يُحسن الإنسان إدارة وقته بصورة طيبة، حتى لا يدع مجالاً للفراغ الزمني أو للفراغ الذهني.
• التواصل الاجتماعي والتفاعل الأسري، والمشاركة في شؤون الأسرة.
• ممارسة الرياضة تُشعر الإنسان بالصحيَّة، وتُقلل من هذه الأعراض كثيرًا.
• النوم الليلي المبكر فيه خير كثير جدًّا للإنسان، ويزيل القلق والتوترات.
• تمارين الاسترخاء وممارسة الرياضة، هذا كله علاج وعلاج مفيد جدًّا.

أما بالنسبة للخوف من الموت، فالخوف الشرعي من الموت مطلوب، حتى يعمل الإنسان لما بعد الموت، لأن الموت حق وحقيقة، حقيقة أزلية وأبدية. أمَّا الخوف المرضي فيجب على الإنسان أن يتجاهله، ويجب أن تكون هناك قناعة تامة أن الأعمار بيد الله، وأن الآجال مكتوبة، وأن الإنسان إذا خاف من الموت هذا لا يُقدِّم في عمره ولا يؤخِّر فيه لحظة واحدة.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فأنا أرشِّح عقارا يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) مفيد جدًّا في مثل هذه الحالات، وليس له أثرًا جانبيًا، وإن أردتِ أن تستشيري الطبيب فهذا أيضًا أمر جيد.

جرعة السبرالكس المطلوبة في حالتك جرعة صغيرة، أن تبدئي بخمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تتناولينها يوميًا لمدة شهرٍ، ثم تجعليها عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، وإن شاء الله تعالى سوف تجدي فيها فائدة كبيرة جدًّا، ولا داعي لاستعمال الـ (بروزاك Prozac).

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً