الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نتقي الله حق تقاته؟

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله خير الجزاء على جميع ما تقدمونه في خدمة المسلمين في جميع أنحاء العالم، جعله الله خالصاً لوجه الكريم، وفي ميزان حسناتكم يوم القيامة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن من عباد الله من إذا أقسم على الله لأبره)، فما معنى هذا الحديث تفصيلاً؟ وكيف يصل العبد إلى هذه المنزلة العظيمة؟ وكيف يكون التوكل على الله حق توكله؟

كيف نتقي الله حق تقاته؟ وما هي الأعمال التي تقربنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الجنة؟ وكيف يكفل المسلم طفلاً يتيماً؟

أرجو توضيح الأمر، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

-المقصود بهذا الحديث أنه لو حلف على شيء أن يقع لأبر الله بقسمه، وذلك لشدة ثقته بالله، وإحسانه الظن به.
وقيل معناه لو حلف على وقوع أمر ما لأوقعه الله إكراماً له، لما له من المنزلة العظيمة، ولصانه الله من الحنث في يمينه.

- يصل العبد إلى هذه المرتبة بالاستقامة في أمر الله واتباع شرعه، وبأن يكون حلال المطعم والمشرب، كما جاء في الحديث: (أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة) وهنالك وسائل عدة لتصبح مستجاب الدعوة تجدها في موقع صيد الفوائد: https://saaid.net/Doat/ameer/46.htm

- تقوى الله خلاصتها أن تطيع الله فيما أمر وتجتنب ما نهى عنه وزجر، وقال بعض السلف: (الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل).

- ما يجعلنا قريبين من نبينا صلى الله عليه وسلم في الجنة هو حسن الخلق، كما قال عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي منزلاً فِي الْآخِرَةِ أحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ).

- حقيقة التوكل كما ذكر الحافظ ابن جب:( هو صدق اعتماد القلب على الله - عز وجل - في استجلاب المصالح، ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها، وكلة الأمور كلها إليه، وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه) وقال: (واعلم أن تحقيق التوكل لا ينافي السعي في الأسباب التي قدر الله سبحانه المقدورات بها فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة له ، والتوكل بالقلب عليه إيمان به).

- كفالة اليتيم تكون إما بضمه مع أفراد عائلتك، بحيث يأكل ويشرب معكم، وكأنه أحد أفراد الأسرة، وهذا هو أرفع أنواع الكفالات، وإما أن تبقيه مع أمه أو من هو عنده بحيث تتكفل بكل ما يحتاجه هذا اليتيم أو أغلب ما يحتاج إليه.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً