الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالتوتر والخجل عندما أتحدث أمام الآخرين، أفيدوني

السؤال

مشكلتي أنني خجولة جدا؛ أتوتر عندما ينظر إلي الناس أو ينتبهون لما أقوله أو أفعله، لدرجة أنني لا أستطيع التحكم بتعابير وجهي، ونبرة صوتي تتغير، فأنا أكون طبيعية نوعا ما عند التحدث مع شخص أو اثنين، أما عندما ينتبه لكلامي الجميع؛ أتوتر، ولا أستطيع إكمال كلامي، ويسبب هذا الموضوع لي مشكلة اجتماعية ودراسية أيضا؛ حيث إنني أدرس في المرحلة الجامعية.

حين أقوم للتحدث أمام جميع من في القاعة؛ أتوتر وتتغير نبرة صوتي، وأشعر بحرارة، كما أنني أخجل أيضا عند التحدث مع ناس لا أعرفهم، أو حتى أعرفهم فأنا أكون طبيعية وتلقائية في البيت أو عند التحدث أمام المرآة، ولكن ما أن أكون مع أشخاص لا أعرفهم يتغير كل هذا بدقائق؛ فلا أستطيع التحكم بتعابير وجهي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أختنا الكريمة: ما تعانين منه ربما يكون من ضمن أعراض الرهاب الاجتماعي، وقد يكون سببه أسلوب التنشئة الاجتماعية الذي تعرضت له منذ الطفولة، أو بسبب موقف معين ارتبط بذلك. فلا بد أن تعلمي أن الله تبارك وتعالى خلقك في أحسن تقويم، واحمدي الله على نعمة العقل؛ فهي أعظم النعم. لذلك لماذا الخوف؟ ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك؟ فكل الناس لها محاسن، ولها عيوب، والكمال لله وحده. فتقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر؛ لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك والتقييم المتضخم للآخرين، فحاولي تعداد صفاتك الإيجابية، ولا تقارني نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، وغيّري المقياس أو المعيار الذي تقيّمين به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنة، فتقوى الله -عزّ وجلّ- هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات.

وإذا زادت ثقتك بنفسك؛ ستكونين -إن شاء الله- أكثر جرأة ومبادأة. وللتغلب على المشكلة نرشدك بالآتي:
- التزمي بفعل الطاعات وتجنب فعل المنكرات؛ لتقوى العلاقة بينك وبين المولى -عزَ وجلَ-.

- عدم تضخيم فكرة الخطأ وإعطائها حجماً أكبر من حجمها؛ فكل ابن آدم خطاء، وجلّ من لا يخطئ، وينبغي أن تتذكري أن الذي يحجم عن فعل شيءٍ ما بسبب الخوف من الخطأ؛ لا يتعلم ولا يتقن صنعته.

- لا تستعجلي في الإجابة على الأسئلة المفاجئة، وحاولي إعادة السؤال على السائل بغرض التأكد، ولا تضعي نفسك في دور المدافع، بل ضعيها في دور المهاجم، وفي المحادثات تعلمي كيفية إلقاء الأسئلة، ومارسيها أكثر من الإجابة على أسئلة الآخرين، واعلمي أن الناس الذين تتحدثين معهم لهم عيوب ولهم أخطاء أيضاً.

- حاولي أن تضعي لك برنامجاً تدريبياً يومياً، تقومين فيه بتحضير مادة معينة، أو درس معين، وقومي بإلقائه في غرفةٍ خالية ليس بها أحد، أو بها من تألفينهم، ولاحظي على نفسك التغيرات التي تحدث لك في كل مرة، وقومي بتسجيلها أو تسجيل درجة القلق والتوتر التي تشعرين بها في كل مرة، واجعلي لها مقياسا من (1 إلى 10) حيث إن الدرجة (عشرة) هي أعلى درجات القلق، ثم اجتهدي في كل مرة أن تخفضي هذه الدرجة إلى أقل ما يمكن لاستعادة الثقة بالنفس.

- دربي نفسك على إدارة حلقات نقاش مصغرة مع زميلاتك في الجامعة، وشاركي في الأعمال الطوعية المتاحة.

نسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، ويطلق لسانك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً