الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من الصواب سماع القصص العجيبة والسيئة كيلا أصدم أم تجنبها؟

السؤال

السلام عليكم

كما تعلمون توجد قصص غريبة وعجيبة في كل المجتمعات، وخاصة القصص السيئة فهي كثيرة ومؤلمة لحد الاكتئاب، وأنا لا أحب أن أسمعها، فإذا كنت في مجلس أتجنب التحدث والاستماع إليها، لأني أصاب بالإحباط وأتشاءم وتتعب نفسيتي، لكن أحيانا عندما يخذلني شخص أو يستغل حسن نيتي أفكر ما إذا كنت مخطئة وعلي أن أستمع إلى مثل هذه المواضيع كي أتعود ولا أتفاجأ، فما هو الصواب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يعيننا وإياك على حسن الأخلاق والأقوال والأفعال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا خير في سماع الشر ولا فائدة في الجلوس في مجالسه، بل لا خير في صحف ومواقع تتخصص في نشر الشر والغرائب، وهذا اللون من التعرض للشر مرفوض حتى في دول الغرب، لأنهم لاحظوا أنه يساهم في تطوير الجرائم وإعطاء الحيل والخطط للمجرمين، والسكوت عن الشر إماتة له، والكلام والإفصاح بالحق والخير تأييد له ونشر وإذاعة، والتوجيه القرآني واضح في قوله تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} ومن هنا يتيح لنا منهج المسلم عندما يسمع بالأمور المزعجة، وكيف أنه ينبغي أن:
1- يتثبت.
2- يرفعه إلى أهل الإفتاء.
3- يشاور أهل الاختصاص.
4- يكف عن إشاعته ونشره.
5- يحمد الله الذي عافاه مما ابتلى به غيره، فإن كان هو المبتلى حمد الله أن المصيبة لم تكن أكبر مما كانت، وأنها لم تكن في الدين، وأن الله صبره عليها، وأن الكريم ادخر له أجرها، وعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
6- يتعظ ويعتبر ويتعلم حتى لا يخدع.
7- يتوقف عن النشر، ويسأل الله العافية لأهل البلاء، فالمؤمن يحب لإخوانه ما يحبه لنفسه.

ووصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بتجنب الجلوس في مجالس الفحش والقيل والقال، لأنها تجلب سوء الظن وتجرئ على فعل الشر، وكثرة المساس تقلل الإحساس، وأصبح الشر مألوفا، والعاقلة تختار مجالس ينتقى فيها الكلام كما ينتقى الرطب، وقولي لنا من تصاحبين نقل لك من أنت؟ واعلمي أن البلاء موكل بالمنطق، فكم من شخص تكلم بالشر فابتلي به، وكم من شامت من مبتلى فيبتليه الله.

سعدنا بتواصلك وندعوك للاستمرار في تميزك، وثقي بأن الله يدافع عن الذين آمنوا، وكوني مع الله ولا تبالي.

حفظك الله وأيدك وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً