الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوسي بدأت في الدين وتحولت للشك بفعل أشياء لم أفعلها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 19 سنة، أعاني منذ عدة سنوات من وساوس تكاد تكون قهرية، إن لم تكن أصبحت كذلك حاليا، بدأت هذه الوساوس بالصلاة ثم الوضوء، كل فترة تزداد الوساوس ويزداد حالي سوءًا، حتى أنها مع مرور السنوات أصبحت تتطور وتطلع بفكرة جديدة.

والسنة الماضية ظهر لي موضوع جديد للوساوس بعيدا عن العبادات وهو الشك في النفس، أشك أني قمت بتصرفات أنا ما لم أفعلها، وأني خنت أصحابي وأفشيت أسرارهم، للتوضيح مثلا أكون جالسة في مجلس وبعد انتهائه أشك في نفسي أني اغتبت شخصا أو أفشيت سره لدرجة أني أعيد الموقف في بالي محاولة قطع الشك باليقين بلا فائدة، لدرجة أني لما ألقى هذا الشخص متضايقا أظنه اكتشف أني خنته وأنه غاضب مني، لهذا بداخلي صراع نفسي لا أعرف كيف أتخلص منه! كلما عزمت أن أتغير وأتوقف عن هذا التفكير ينجح الأمر بضعة أيام قبل أن ترجع الوساوس، كل شيء أفكر فيه أكثر من اللازم ينغص علي حياتي.

أرجو المساعدة وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هكذا تكون الوساوس في بعض الأحيان، الوساوس تكون قاسية جدًّا، ومستفزَّةٌ جدًّا، ومحتوياتها مؤلمة للنفوس الطيبة مثل نفسك الطيبة.

أيتها الفاضلة الكريمة، كل ما ذكرته هو وسواس، والوسواس بالفعل يخترق الوجدان كثيرًا، ويهز النفوس المطمئنة، ويجعل اللوم هو المُطبق على المشاعر.

أنا أريدك بالفعل أن تعرفي أن هذه وساوس، وأنها ابتلاء، وهو -إن شاء الله تعالى- ابتلاء بسيط جدًّا، والوسواس يُعالج من خلال التحقير التام، والإعراض التام عنه، والتصميم على عدم مناقشته، وعدم محاولة وجود تفسيرًا له، هو فكرٌ يتساقط على الإنسان دون رغبته، ويكون مستحوذًا ومخترقًا للكيان الإنساني. يُغلق عليه من خلال تحقيره والإعراض عنه، وهذا ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (فليستعذ بالله ولينتهِ).

وهذا النوع من الوساوس يستجيب استجابة رائعة جدًّا للعلاج الدوائي، فأرجو أن تذهبي وتقابلي الأطباء، إمَّا طبيبًا نفسيًا – وهذا هو الأفضل – أو حتى على مستوى الرعاية الصحية، اذهبي إلى الطبيبة التي تثقين بها، وأنا متأكد أنها سوف تحاورك وتوضِّح لك وتصف لك أحد الأدوية المضادة لعلاج الوساوس القهرية من هذا النوع، وقطعًا عقار (بروزاك Prozac) أو (زولفت Zoloft) أو (فافرين Faverin) أيٍّ من هذه الأدوية سيفيدك كثيرًا، وكلها سليمة وفاعلة وغير إدمانية، ولا تؤثِّر على الهرمونات النسائية.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عامٍ وأنت بخيرٍ.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب mohamed

    انا ايضا مثلك تاتيني شكوك بانني آديت الناس رغم انني لم افعل ذالك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً