الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لي شاب ولكن أهله رفضوا، هل الاستخارة هي السبب؟

السؤال

السلام عليكم

سؤالي: عندما تقدم شاب ليخطبني وأنا وهو على سابق معرفة ممتازة رفض أهله لسبب بسيط جدا، هل الاستخارة هي من جعلت أهله يرفضون؟ أم لا علاقة للاستخارة بذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا علاقة للاستخارة برفض أهله، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير سبحانه، فهي دعاء وتوجه إلى الله وتوكل، ولأهميتها فقد كان النبي يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن.

وقد ارتبطت الاستخارة ببعض المفاهيم التي تحتاج إلى تصحيح، فمن الناس من يظن أن الاستخارة لا تحصل بعدها صعوبات أو مشكلات، ومن الناس من يظن أنه لا بد أن يرى بعد الاستخارة شيئا في منامه وهذا ليس بلازم، ومن الناس من يربط بين الاستخارة وبين أي حوادث تحصل في محيطه، ومن الناس من يظن أن سبب الرفض هو الاستخارة، ومن الناس من يصلي الاستخارة ولكن بعد أن يحدد ما يريد وعندها لا معنى للاستخارة، لأن مكان الاستخارة مع الحيرة والتباس الأمر أو الجهل بما فيه المصلحة والخير.

والحقيقة أن الاستخارة تفويض الأمر لله وتوكل عليه سبحانه، وطلب للمعونة وللتوجيه، ويرجى بركتها من كل الوجوه السابقة، ومن الذي توكل على الله ولم يوفقه؟ ومن الذي استعان بالله ولم يؤيده؟

أما الصعوبات التي تواجه الإنسان فهي عقبات يرتفع بها الصابرون عند الله درجات، وربما كانت بسبب ذنوب وقعنا فيها {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} والعلاج بكثرة الاستغفار والإكثار من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها استعانة وذكر لله وكنز من كنوز العرش.

ووصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، سعدنا بتواصلك ونشرف بالاستمرار، ونتمنى التقيد في العلاقة مع الخاطب بشريعة الواحد القهار، ونسأل الله لك السعادة والاستقرار.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فلسطين ملاك

    قوي ايمانك و تجنبي الوسواس و تأكدي لو فيه خير ، رح تكوني نصيبه

  • لبنان ابراهيم الكردي

    الله اعلم
    لاتكره شيئاً عساه خيراً لكم
    ولا تحبوا شيئاً عساه شرً لكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً