الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ألم شديد في جميع العظام والمفاصل، أفيدوني

السؤال

أعاني من ألم شديد في جميع عظام الجسم والمفاصل، وأحيانا يحدث تيبس في اليد عند استخدامها في وضع معين، كما أنني عند النوم لا أستطيع تحريك جسمي للدوران إلا بمساعدة اليدين لرفع جسمي والحركة، وتم هذا مما يقرب من 22 عاما بعد أول عملية ولادة، وذهبت لكثير من الأطباء، ولكن لا فائدة.

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ معتزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

هناك العديد من الأمراض الروماتيزمية وغير الروماتيزمية التي يمكن أن تسبب هذه الآلام المتعممة، إلا أنه لا بد وأن الأطباء بعد الفحص الطبي والتحاليل الطبية قد استبعدوا الأمراض مثل التهاب المفاصل من نوع روماتويد، والذئبة الحمراء، والتهاب العمود الفقري، وهذه الأمراض وغيرها تتطور إن لم تعالج بالأدوية الخاصة بها، وكذلك استبعاد نقص الفيتامين (د) ونقص الغدة الدرقية، والتهاب العضلات، إلا أنك لم تذكري إن كان أحد الأطباء قد ذكر لك إن كانت أعراضك يمكن تفسيرها بمرض يسمى (Fibromyalgia) وتسمى باللغة العربية الآلام الليفية العضلية، وهي ترجمة للكلمة الإنجليزية.

وهذه الحالة شائعة جدًا، وتصيب النساء أكثر من الرجال، وغير معروفة السبب، وتسبب آلامًا متعممة في العضلات، وأحيانًا الإحساس بالتعب الشديد، وقلة النوم العميق، مع الإحساس بالتيبس الصباحي.

وبالفحص الطبي فإن الطبيب يجد أن هناك نقاطًا معينة من الجسم يكون فيها آلام عند الضغط عليها أكثر من غيرها، وهذه النقاط هي أماكن خاصة من الجسم قد تكون على الرقبة، أو على الكتفين، أو على الظهر أو الوركين، أو على الطرفين العلويين أو السفليين، حيث يشعر المريض بالألم مع أي ضغط بسيط على هذه الأماكن.

ويمكن أن يسبب الألم العضلي الليفي ألماً شديداً وشعوراً بالتعب، وقد يحد من قدرة المريض على القيام بأعماله اليومية المعتادة، ويعاني كثير من المرضى من نوم مضطرب، وهذا ما يزيد من الشعور بالإرهاق.

يمكن أن يصبح الألم أكثر سوءاً بوجود بعض العوامل، مثل: التوتر النفسي، وتغيرات الطقس، والضجة العالية، والقلق، وقد يستمر المرض فترة طويلة، وقد تزداد سوءًا مع الوقت، وكل التحاليل والصور الشعاعية تكون طبيعية.

أما علاج مثل هذه الحالة فيكون بالأدوية المسكنة، مثل (naproxen 250) مرتين في اليوم، ويضاف لهذا الدواء دواء آخر يسمى (pregabaline 75) يؤخذ حبة منه عند النوم لعدة أيام، ثم يتم زيادة الجرعة تدريجيًا إلى حبة مرتين في اليوم، ثم إن لزم إلى جرعة أكبر.

ومن المهم أيضًا إجراء علاج طبيعي، ومعالجة وظيفية من تعلم طرق تدبير الألم، وآليات التغلب عليه، ومن تحقيق التوازن الصحيح بين النشاط والراحة.

يفضل مراجعة طبيب روماتيزم؛ لوضع التشخيص –أولاً- ثم البدء بالعلاج الدوائي والعلاجات الفيزيائية والوظيفية.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

لا يوجد صوتيات مرتبطة

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات