الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يتعاطى الحشيش، كيف أتعامل معه؟ وما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

اكتشفت منذ أسبوع أن زوجي يشرب الحشيش بالسجاير، ولم ينكر، واعترف، ولكنه يرفض تماما العلاج عند طبيب وأخذ أدوية، وقال لي: سأتركه بدون أن ألجأ للأطباء والعيادات. ولكني أخاف أن يكون يكذب علي.

ما الطريقة الصحيحة لتعاملي معه؟ وما الأدوية التي يمكن أن أستخدمها لمساعدته؟ وما هي طريقة استخدام الأدوية؟ وهل ينفع أن أذوبها بالشاي والقهوة؟ وما ضرر الأدوية إذا استخدمتها له بالإذابة، وكان متعاطيا للحشيش وأنا لا أعلم؟ مع العلم أني اكتشفت أنه يتعاطى الحشيش منذ 3 سنوات تقريبا، وأدمنه منذ سنة ونصف.

أرجو الرد سريعا فنفسيتي مدمرة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Alaa حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إدمان الحشيش أو المرْوانة أو البانجو من أكثر أنواع الإدمان انتشارًا في العالم في الوقت الحاضر، وللأسف في عالمنا العربي والإسلامي أيضًا، وهو إدمان في حدِّ ذاته، أي يُسبب أضرارًا للشخص، ومنها أنه بعد فترة من الاستمرار في التعاطي يُصبح عنده نوع من اللامبالاة وعدم الاكتراث والاهتمام بوظائفه، إمَّا في العمل، أو وظائفه الاجتماعية، أو العائلية.

وبكل مقاييس الإدمان فإن الحشيش يُسبب الإدمان، ولكن الكثير من المدمنين على الحشيش يُنكرون أن عندهم مشكلة، ويُنسبون ذلك إلى أنهم عندما يتوقفون عن تعاطي الحشيش لا يشعرون بأعراض انسحابية، أي لا يشعرون بالتعب، وهذا لا يعني أنهم لا يُدمنون عليه، فهو إدمان بكل المقاييس العلمية المعروفة.

أما نصيحتي لك فالاستمرار في مواجهته دائمًا، خاصة يكون تركيزك على الجوانب السلبية في حياته، أي لاحظي ماذا أثَّر هذا الإدمان عليه في جوانب حياته المختلفة، إما في العمل، أو في العلاقات الأسرية معك، أو مع أطفاله –إن كان لكم أطفال– أو مع أسرته بصورة عامة، أو مع مجتمعه، ركّزي على هذه الجوانب السلبية، ودائمًا ذكِّريه بها، بأنه تغيَّر، أنه كان يفعل كذا وكذا، وكان لا يفعل كذا وكذا.

ولاحظي ما يجري عليه من تغيرات في حياته هو: النوم، الأكل، نُقصان الوزن، العلاقة الحميمية (المعاشرة) معك، كل هذه الأشياء يؤثِّر فيها إدمان الحشيش، فذكّريه بها، وتجنبي الكلام مباشرةً في أن هذا من إدمان الحشيش أم لا، وذكّريه بمساوئ الحشيش والأشياء التي تسبَّبتْ في تغيير سلوكه وأخلاقه، فإنك بهذه الطريقة تضغطين عليه، والضغط عليه يكون نوعًا من التنبيه له، ويحاول هو بنفسه علاج نفسه، وبعدها سيعترف ويطلب العلاج.

المدمنون على الحشيش وخلافه لا يطلبون العلاج عادةً إلا بالضغط، بتذكيره بما كان عليه وما أصبح عليه من سلوكيات وأخلاق، ودعك من كلامه وقوله أنه سيترك الحشيش بنفسه، دائمًا ذكّريه أنه إذا كان قادرًا على تركه بنفسه فلماذا لم يتركه طيلة هذه المدة؟

هذا النوع من الإدمان علاجه في الضغط على المدمن وتذكيره.

أما عن سؤالك: ما هي الأدوية المناسبة؟
للأسف لا توجد أدوية مُعينة تساعد في التوقف من إدمان الحشيش، إنما العلاج دائمًا علاجًا نفسيًا وسلوكيًا في مراكز مُعينة، تُعطى الأدوية عادةً إذا كان هناك مرض نفسي مُصاحب، أو كانت صعوبة في النوم، ولكن لا تُوجد أدوية بعينها تُساعد على الإقلاع والتوقف عن الحشيش ويمكن وصفها والحصول عليها وإذابتها في أي عصير أو شراب.

لا بد من المدمن على الحشيش أن يقتنع بهذا الشيء، أو يُقنع بالضغط الشديد عليه، ويطلب العلاج، والعلاج في مُجمله علاج سلوكي ومعرفي، وليس بأدوية معينة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً