الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي سريع الغضب والانفعال لعدم حصوله على وظيفة حتى الآن!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لدي أخ يبلغ من العمر 26 عاماً، أنهى دراسته في تخصص الطب، ولكن لم يحالفه الحظ حتى الآن، وما زال ينتظر تعيينه، وقد قدم أوراقه إلى كثير من المستشفيات وتم رفضه، أصبح أخي كثير الانفعال وسريع الغضب، ويتدخل في شؤون الآخرين، نفسيته محطمة من أجل الحصول على العمل والزواج، وقد تقدم لخطبة العديد من الفتيات وتم رفضه، وأصبح يهدد الأطفال ويخوفهم بالضرب دائماً.

ماذا أفعل معه، أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Almila حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

لقد أسعدنا اهتمامك بأمر شقيقك، ونسأل الله أن يسهل أمره، وأن يقر أعينكم بنجاحه وفلاحه، ونتمنى أن يجد منكم الدعم والتأييد والتشجيع، مع ضرورة أن يتسلح بالصبر، ويكرر المحاولات، ويتوجه إلى رب الأرض والسموات، بل ربما يفتح الله عليه في بعض المجالات، والرزق تكفل به رب الأرض والسموات، ولم يربطه بالعقل ولا بالشهادات، وقد صدق من قال:
ولَوْ كانَتِ الأرزَاقُ تَجْري على الحِجَا ... هلكْنَ إذَنْ مِنْ جَهْلِهنَّ البَهَائِمُ

وعلى الإنسان أن يسعى ويبذل الأسباب، ثم يتوكل على الله، ويرضى بما يقدره الله، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خماصاً وتعود بطاناً).

وأرجو أن يعلم أن الله يعين طالب العفاف، والزوجة تأتي برزقها، وكذلك الأطفال، وقد كان قائل السلف يقول: التمسوا الغني في النكاح، يتلون قول الفتاح: {إن يكونوا فقرآء يغنهم الله}، وما ينبغي أن يحزن إذا رفض، وسوف يجد من تقبل به، وتسعى في إسعاده، وكل شيء بقضاء الله وقدره، ومن المهم عدم إغضابه وإثارته، وإبعاد الأطفال عنه حال انزعاجه، مع تشجيعه على حب الصغار، والحرص على تربيتهم بهدوء ورفق.

وهذه وصية الله لنا ولكم، وعليكم بكثرة الدعاء، وأشعروه بحاجة الأسرة إليه، وشجعوه على البحث عن عمل، وعلى تكرار المحاولات في مجاله الطبي، وكوني قريبة منه، وصديقة له، ونسأل الله التوفيق للجميع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً