الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أبني نفسي ومستقبلي ولا أدري ما العمل المناسب لي؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب عمري 24 سنة، خريج حقوق، وأنا محتار هل أعمل بالمحاماة؟ لكني لن أستطيع أن أبني نفسي بها إلا بعد سنين، أم أشتغل بالتجارة، أم أقوم بمشروع صغير، أم أسافر لبناء نفسي ومستقبلي؟

أرجو الإفادة؛ لأني سأنفجر من التفكير، ولا أعرف أن أتخذ قرارًا سليمًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hamada حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يطيل لنا ولكم في طاعته الآجال، وأن يوسع الأرزاق ويحقق الآمال.

لا شك أن السفر والبحث عن الرزق ربما يكون الأيسر والأسرع، فإذا كان السفر متيسرا فإنه ضرب في الأرض، قال تعالى: {وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله} وقال سبحانه: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} ولا يخفى على أمثالك بأن المسلم إذا احتار في الاختيار؛ فإن عليه أن يستخير ربه، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولن يندم من يستخير ويستشير، ويتوكل على الرب القدير.

ومن المهم أن يكون الإنسان إيجابيا يتحرك ويبحث، ولا ينتظر شيئا معينا، فإذا قررت أن تسافر واحتاج الأمر إلى وقت؛ فلا تقف مكتوف الأيدي، وأعرف قصة شاب سافر إلى بلد خليجي، وكان يحمل مؤهلا نادرا، ولكن الوظيفة كانت تحتاج لأشهر، فاشتغل بوظيفة عمالية متواضعة، وقال: لا أريد أن أجلس بدون عمل، وسوف أحاول أن أكسب قوت يومي. وظل هكذا حتى فتح الله له الأبواب في المجال الذي تخصص فيه.

والرزق من المسائل التي أمرنا فيها بفعل الأسباب، ثم التوكل على الوهاب، والأرزاق لا ترتبط بالعقل ولا بالشهادات، ولو أننا توكلنا على الله حقا لرزقنا كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا، وقد أحسن من قال:

ولو كانت الأرزاق تجري على الحجا 00 هلكن إذًا من جهلهن البهائم

فلا تخف الرزق؛ فالله رازق، وقد رزق النمل في باطن الصخر، ولكنه -سبحانه- جعل لكل شيء سببا، وقد طلب من مريم أن تهز بجذع النخلة، ولو شاء سبحانه لألقى لها التمر، ولكن كل شيء له سبب.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والمحافظة على الصلاة، ولزوم الاستغفار، والصلاة والسلام على رسولنا المختار، والاستقامة على شرع ربنا القهار، وهذه كلها من أسباب الحصول على الأرزاق.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً