الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصاب بتخيلات غير جنسية غالبا مع نساء رأيتهن.. هل هذا وسواس وما علاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه الأيام أصاب بتخيلات للنساء كثيرة جدًا، وليست هذه التخيلات بالإباحية في أغلب الأوقات، بل تكون لبنات قد أكون رأيتهن في الطريق حتى لو حجابهن شرعي، وأطرد تلك الأفكار ولا أسترسل معها بإصرار، لكن ما معنى (والفرج يصدق ذلك أو يكذبه) في حديث الرسول -عليه الصلاة والسلام-؟ أي إن حدث لي انتصاب فهل هذا زنا القلب؟

الأمر إما أن يكون وسواسًا من الشيطان ليصيبني بالهم واليأس؛ لأنه أيضًا يذكرني بحديث انتهاك الحرمات، وأني أقوم بالرياء أمام الناس، وإذا اختليت أعصي الله سبحانه وتعالي.

وإما أن يكون هذا من نفسي، ولكني أخدع نفسي بأن أتخيل وأطردها في نفس الوقت؛ لكي لا أكون مصرًا على المعصية بالتصريح، وأقنع نفسي بأنه وسواس وهذا هو الغالب، فكيف أتخلص منه في الحالتين؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/AMR حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

الوساوس - أيًا كان نوعها، وساوس جنسية، وساوس دينية - تعالج من خلال التحقير والتجاهل التام، وعدم الخوض في تحليلها وتفسيرها، وأعتقد أن الإشكالية الكبيرة جدًّا بالنسبة لك هي أنك تحاول أن تفسِّر هذه الوساوس، بل أصبحت تبحث عن بعض النصوص الشرعية، وذلك حسب ما ورد في استشارتك، وسوف يقوم أحد المشايخ - إن شاء الله تعالى - بالردِّ على الجزئية التي سألت عنها في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

أخي الكريم: أنا أحتِّم أن علاج حالتك يكون في طرد الوساوس من خلال التحقير، واستبدالها بفكر مخالف، وعدم مناقشتها أو تحليلها، وفي ذات الوقت يجب أن تتناول أحد الأدوية المضادة للوساوس، هنالك ثلاثة أو أربعة أدوية ممتازة جدًّا، منها: البروزاك، والزولفت، والذي يعرف أيضًا باسم (لسترال)، ويُسمى في مصر (مودابكس) وهنالك الفافرين، وهنالك السبرالكس، وحتى الزيروكسات، كلها أدوية رائعة ورائعة جدًّا.

فيا أخي الكريم: لا تحرم نفسك أبدًا من نعمة العلاج، هذه هي الطريقة التي تتخلص من خلالها من هذه الوساوس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
++++++++++++++++++++++++++++++

مرحبًا بك مُجددًا – أيهَا الحبيبُ – في استشارات إسلام ويب.

هذه الأفكار لا تضرك في دينك -بإذن الله تعالى- ما دمت غير مختار لها، ولا راضٍ بها، وإنما تُغالبك، والمطلوب منك – أيهَا الحبيبُ – أن تُجاهد نفسك لصرف الفكر عنها بأن تشتغل بغيرها من أمر دينٍ أو دنيا، وستذهب عنك -بإذن الله تعالى- عن قريب.

وحديث النفس عفا الله سبحانه وتعالى عنه، كما قال النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله تجاوز لأمتي ما حدَّثتْ به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به) رواه مسلم في صحيحه والبخاري، وغيرهما، وهذا اللفظ لمسلم.

فهذا الوسواس الذي يعرض لك والأفكار التي تغالبك ممَّا تجاوز الله تعالى عنه لك، والمطلوب منك أن تُريح نفسك منه بأن تصرف ذهنك عنه لتشتغل بغيره، ومن المؤكد أن الشيطان يحاول أن يُدخل الغم والهم إلى قلبك ليحزنك، فذلك غاية ما يتمناه، كما قال الله سبحانه وتعالى: {إنما النجوى من الشيطان ليحْزُن الذين آمنوا} فلا تعطه ما يتمنى، واعلم بأن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم، وعليك أن تغض بصرك وتحفظ سمعك؛ فإن ذلك ممَّا يُحفظ به قلبك.

وأما قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (والفرج يُصَدِّقُ ذلك أو يُكذِّبه) قال النووي - رحمه الله تعالى -: "معناه أنه قد يُحقق الزنى بالفرج، وقد لا يُحققه"، معنى ذلك أن ما سبق من مقدمات الزنى إثم، وقد سمَّاها النبي -صلى الله عليه وسلم- زنىً، وهو النظر الحرام، واللمس الحرام، والسماع الحرام، ثم الفرج قد يستجيب لذلك فيقع في الإثم الأعظم والزنى الكامل الأكبر، وقد لا يقع في ذلك.

وعلى المسلم أن يجتهد في تجنب أسباب الشر، وإغلاق منافذه قبل الوقوع فيما يندمُ عليه.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً