الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي لا يستطيع فهم الأشياء بشكل كامل.. ما هذه الحالة؟

السؤال

السلام عليكم.

أخي ليس عنده استقرار في إدراك الأشياء، وقالوا عنده التهاب خفيف في الدماغ، وتم اكتشافه بعد 20 سنة، ثم أخذ دواء التهاب الدماغ، وعملنا تخطيطًا جديدًا، وظهر في التخطيط الجديد أنه سليم.

ولكن ما زال على حاله في عدم استقرار الإدراك، وهو يتأذى من البرد، وكان يأخذ أدوية مضادة للوساوس، مع دواء التهاب الدماغ، لكن لا فائدة من دواء الوساوس، يقول إنه لا يستطيع فهم الأشياء بشكل كامل، أي يستطيع الفهم بنسبة قليلة، فما هي هذه الحالة هل هي حالة وسواسية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخِي الكريم: التشخيص النهائي لحالة الأخ هذا – حفظه الله – لا يمكن أن يتم إلا من خلال فحصه مباشرة من خلال مقابلة الطبيب النفسي.

رسالتك فيها معالم جيدة تُوضح من وجهة نظري أن هذا الأخ يُعاني من ضعف في إدراكه، يعني أن مقدراته المعرفية وذكائه ليس على المستوى الطبيعي أو المعروف، هذا مع احترامي الشديد له، لكن في ذات الوقت لا أرى أنه مُصاب بتخلف عقلي شديد يعوق حياته، نعم هو يحتاج للكثير من المساعدة، يحتاج لأن يتفاعل مع الآخرين، يحتاج لأن نلقنه بعض الأشياء المهمة، يحتاج لأن يتعلم القراءة والكتابة بصورة جيدة، يحتاج أن نساعده ليُطور من مهاراته، أن يؤدي الصلاة مع الجماعة، أن يزور الأقرباء، أن يكون حريصًا على النوم المبكر، وهكذا، هذا – أخِي الفاضل – قد يُساعده كثيرًا في تحسين مقدراته المعرفية.

الوساوس في حدِّ ذاتها قد تزيد من القلق، والقلق يُشتت الأفكار، وربما يُقلل من التركيز، والأدوية المضادة للوساوس – أخِي الكريم – أدوية فاعلة، إن لم يفد دواء معين فيمكن أن يتم الانتقال إلى دواء آخر، وفي بعض الأحيان نعطي دوائين، أو حتى ثلاثة أدوية مع بعضها البعض، والحمد لله تعالى حالات الوساوس الآن تُعالج وتُعالج علاجًا فعَّالاً جدًّا.

أيها الفاضل الكريم: حين تذهب بأخيك للطبيب النفسي سوف يُقيِّم حالته، ويشرح لك ما به، ومن ثمَّ يضع لك الخطة العلاجية التي تساعده، وقطعًا تطوير المهارات والتفاعل الاجتماعي كما ذكرت لك هو أهم وسيلة لتطوير هذا الأخ إدراكيًا، أما الوساوس فتنهاه عن اتباعها، ويجب أن يُحقّرها، وفي ذات الوقت يُعطى الدواء المناسب لها.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً