الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي شاب محترم أقل مني مستوى، فهل سيؤثر ذلك على زواجنا؟

السؤال

السلام عليكم..

من فضلكم أريد استشارتكم في أمر وهو:

أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، أدرس في السنة الرابعة هندسة، منذ فترة تعرفت على شاب يبلغ من العمر 30 سنة، محترم وطيب، يريد الارتباط بي، ولكن هنالك مشكلة، وهي أن الشاب لم يكمل دراسته، ومستواه التعليمي لا يتعدى المتوسطة، بينما أنا جامعية، صحيح أن لديه عمل؛ إلا أنني أخاف أن تصادفنا مشاكل في المستقبل فيما يخص مستوى كل منا، وعملي ونظرة المجتمع، كما يوجد صراع بين قلبي وعقلي، فلا أنكر أنني ارتحت له، وقلبي يميل إليه، إلا أنني أخاف مما يخبؤه المستقبل لنا.

أرجوكم ساعدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ may حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال، ويرزقك به إن كان من صالحي الرجال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعتها الآمال.

لا شك أن حصول الارتياح والانشراح والميل والقبول مؤشرات ممتازة ودلائل للوفاق والتوفيق بعد الأخلاق والدين، فلا تترددي في القبول، واستعيني بالله، وسيروا على هدى الرسول.

وأرجو أن تعلمي أن الفوارق في الأعمار والثقافة والأوضاع الاجتماعية عوامل مساعدة وليست أساسية، وهي حدود لا يقف عندها تيار الحب الجارف، والمرأة لا تريد من الرجل شهادته وإنما تبحث عن رجولته، وقد لا تستفيد من محاضراته، ولكنها تسعد بحضوره في المجتمع وفاعليته وإيجابياته، كما أن المهم ليس رأي الناس، ولكن الأساس هو قناعاتك وتصوراتك.

ورغم أهمية التعليم ورفعة أهله؛ إلا أنه قد يكون مصدر ضعف إذا كان المتعلم معاقا اجتماعيا لا يجيد التواصل مع من حوله، ولا يعرف خدمة نفسه فضلا عن غيره.

ونتمنى أن تهتمي بصلاة الاستخارة؛ فإن فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ثم شاوري من حضرك من المحارم، وتذكري أنهم أحرص الناس على مصالحك، ولن تندم من تستخير وتستشير وترضى بما يقدره القدير.

ونحن نجد في أنفسنا ميلا إلى القبول بالشاب، وأرجو أن يغنيه حضوره المجتمعي وحيويته ومشاركته في الحياة عن الشهادات وما يتبعها من وجاهات ووظائف ودرجات.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً