الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أخرج زوجي من بئر العلاقات الآثمة لتستقيم حياتي؟ أرشدوني.

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة عمري 27 سنة، متزوجة منذ خمس سنوات، وأم لطفلين، زوجي صاحب علاقات متعددة، لا يستطيع أن يعيش بدون الإنترنت، فهو يقضي كل وقته معه، يحب تعدد العلاقات لأبعد حد، فخلال سنة اكتشفت علاقته بأربع نساء من ابنة عمه، وكلهن متزوجات، ودائما بيننا خلافات.

أنا أحبه جدا، فهو أول رجل في حياتي، ولكنه لا يحبني، بل يتمنى أن أعيش في مكان بعيد عنه، وكلما واجهته بعلاقاته، ينهال علي بكلمات تجرحني، وتمس كرامتي، ولا أريد أن أتركه؛ بسبب تعلقي الشديد به، وبسبب أطفالي، فكيف أتعامل معه؟

أشعر بجرح كبير في كرامتي كأنثى بسبب علاقاته، ويقول لي: أنا حر، هذه حياتي، وهذه طباعي، ولن تجعليني تحت أمرك، أريد أن أعرف ما الحل معه، هل الانفصال هو الحل الوحيد كما يري هو؟

مع أنني أرضيه بشتى الطرق، وأحاول أن لا أغضبه أبدا، ولكنه لا يبتعد عن النساء، ويحب إقامة العلاقات، وعندي أدلة كافية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر لزوجك، وأن يتوب عليه، وأن يُباعد بينه وبين الحرام، وأن يرزقه الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يرزقك الصبر أيضًا، وسعة الصدر، وأن يُعينك على إعانة زوجك على ترك هذه المعاصي التي حرَّمها الله تعالى.

بخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فإني حقيقةً لا أرى طريقةً أفضل من الصبر والدعاء، فإن عليك -بارك الله فيك-الصبر الجميل، وأن تجتهدي في الدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يُصلحه لك، خاصة وأنك أُمَّ أولاده، وفي نفس الوقت أيضًا تُحبينه، وهذه العلاقات تكون علاقات كلامية، بمعنى أنك لم تذكري أنها وصلت لدرجة ارتكاب المُحرَّم، وإنما هي كلها عبارة عن كلام وإعجابات ظاهرة، وهذا أعتقد أنه من السهل للإنسان أن يتركه، لأنه إذا كان من الممكن أن يترك ما هو أكبر منه، فمما لا شك فيه أنه يستطيع أن يترك أيضًا هذا الأمر، إذا كان جادًا وصادقًا.

ولكن أقول: إذا كان زوجك يُصلي فمن الممكن معرفة المسجد الذي يُصلي فيه، فعلى سبيل المثال خطبة الجمعة، والتنسيق مع أحد أقاربك حتى يُكلِّم الخطيب بأن يتعرض لهذه المسائل ولو بصورة غير مباشرة، ما دمت حاولت معه، ولم يستجب لكلامك، ويُسفِّه كلامك، ودائمًا يجرحك ويمسّ كرامتك.

فأنا أقول: من الممكن أن تكون المسألة من شخص بعيد، عن طريق إمام المسجد، أو عن طريق أحد المقربين الذين لهم عنده مكانة أو منزلة، بشرط ألا تفضحيه أمام أحد يعرفه، وإنما شخص قريب منكم، إذا تكلَّم معه قد يقبل كلامه، وإذا لم تجدي فكما ذكرت نحاول مع إمام المسجد، إذا كان ذلك ممكنًا، وإذا كان زوجك من أهل الصلاة، وإذا لم يتيسر ذلك فكما ذكرت لك عليك بالصبر والدعاء، واعلمي أن الله -تبارك وتعالى- قادر على أن يغفر له، وأن يتوب عليه، وأن يُصلحه ما بين عشيةٍ أو ضحاها.

فألحي على الله، واجتهدي في قيام الليل، واجتهدي في السجود، وأكثري من الدعاء، وإذا كنت صائمة تطوع، أو صومي تطوعًا والدعاء وأنت صائمة، وأكثري من الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- بنية صلاح حال زوجك، وأبشري بفرج من الله قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فرنسا imane

    نسأل الله أن يهديه لك و يصلحه

  • رومانيا الحمامه الزاجله

    الله يخفف عنك حبيبتي ويجعلك م الصابرين ويهدي زوجك هدايه تائبه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً