الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاودتني بعض نوبات الخوف بعد شفائي منها بالأدوية.. هل هي انتكاسة؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 26 سنة، وبصحة جيدة- ولله الحمد-، منذ فترة من الزمن قبل سنة تقريبًا عانيت من خوف، أو بالأحرى نوبات الهلع والذعر كما في تشخيص (مركز مطمئنة الطبي) للدكتور طارق الحبيب، واستخدمت علاج فيكسال اكس ار، وأخذت جلسات سلوكية.

بعد ستة أشهر أوقفت العلاج الدوائي والجلسات السلوكية، وشفيت من الهلع، ولكن كانت تنتابني بعض الوساوس من بعض الأمراض، وبعد مرور سنة ونصف كاملة عاودتني بعض نوبات الخوف منذ يومين قبل الاستشارة، وأحلام مزعجة، وخوف من الموت، ولكني أستطيع السيطرة عليها، ولكنها كانت تقلقني، هل هي انتكاسة، وعودة للمرض أم أنها ستزول؟

أرجو إفادتي، وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الفاضل: هنالك تداخل كبير جدًّا بين نوبات الهرع والهلع، وكذلك المخاوف والقلق وشيء من الوسوسة، وبعض الإخوة والأخوات الذين يعانون من نوبات الهرع والمخاوف، بعد أن يتلقون العلاج المطلوب وتتحسَّن أحوالهم جدًّا ربما تعاودهم في بعض الأحيان وفي أوقات متباعدة شيء من المخاوف القلقية البسيطة هنا وهناك، وهذا النوع أحب أن أسميه (القلق التوقعي)، أو (القلق الافتراضي)؛ لأن المخزون الوجداني الداخلي في النفس قد يجعل الإنسان يسترجع شيئًا من أعراضه السابقة، ويبدأ بعد ذلك وبصورة لا شعورية تخوفًا افتراضيًا، وليس حقيقيًا، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك أخي الكريم.

لا أعتقد أبدًا أن الذي تعاني منه انتكاسة، فأرجو أن تطمئن، وحاول أن تُعدِّل من نمط حياتك – أخي الكريم – كن إيجابيًا في تفكيرك، احرص على ما ممارسة الرياضة، احرص على أذكار النوم، تجنب النوم النهاري، طبق تمارين الاسترخاء... هذه كلها آليات مهمة جدًّا لإزالة القلق والتوتر وتحسين النوم.

لا أعتقد أنك تمر بانتكاسة أبدًا، كن إيجابيًا، واجعل نمط حياتك فعّالا، وتناسى تمامًا هذه الأعراض، ولا تخف من المستقبل، المستقبل كله خير بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً