الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصابة بفيروس الهربس وأخشى من الفحص الطبي قبل الزواج!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة مطلقة، عمري أربعين سنة، أصبت بعدوى فايروس الهربس من زوجي السابق قبل ثمان سنوات، والآن أريد أن أتزوج، ولكنني أخشى من الفحوصات الطبية قبل الزواج أن تعوق زواجي، خاصة أن معظم الرجال غير متفهمين.

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lola حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أختي الكريمة، المشكلة أن فيروسات الهربس التناسلي عندما تختفي من البشرة لا تختفي من الجسم، ولكن تذهب إلى العقدة العصبية القريبة من المنطقة، وتكمن هناك إلى أن تتهيأ الظروف المناسبة لها، مثل: ارتفاع درجة الحرارة، أو الحك على المنطقة التي أصيبت، أو نقص المناعة، أو حتى مع الشد العصبي، فإن هذه الفيروسات تنشط مرة أخرى، وتظهر على سطح البشرة السابقة أو القريبة منها وهكذا، والطور المعدي فيها هو عند وجود الحويصلات المائية الصغيرة في المنطقة المصابة، فهي مليئة بالفيروسات، وبالإمكان انتقال الفيروس باللمس من تلك المنطقة إلى أي منطقة أخرى في الجسم، أو إلى أي شخص آخر، ولا أدري هل تم علاج الهربس في تلك الفترة؟ وهل لا زالت الأعراض تتكرر لديك بين كل وقت وأخر، أم أنها قد توقفت تماما؟

موضوع تحاليل ما قبل الزواج تركز على بعض الأمراض التي قد تنتقل من خلال الدم، أو سوائل الجسم الأخرى مثل: الزهري، والإيدز، والتهاب الكبد الوبائي، والسيلان، وكذلك الأمراض الوراثية، والهربس لا ينتقل عن طريق الدم، ولكنه ينتقل عن طريق الملامسة المباشرة، عند وجود حويصلات المرض على الجهاز التناسلي.

وفي العادة إذا لم تذكري إصابتك سابقاً بهذا المرض، لا يتم طلب تحليل لذلك؛ لأن تحليل الهربس في الدم يحتاج إلى تحديد نوع التحليل مثل التحاليل الأخرى، والنتيجة تبين فقط الأجسام المضادة لهذا الفيروس، وليس الفيروس نفسه، ومعظم فيروسات الهربس في أي منطقة من مناطق الجسم، تعطي نفس النتيجة بالتحاليل العادية، فتوكلي على الله ولا تترددي، حفظك الله من كل سوء.
ــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور: سالم عبد الرحمن الهرموزي، استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
وتليها إجابة الدكتور: أحمد الفرجابي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ــــــــــــــــــــــــــ
مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال، وأن يطيل في طاعته الآجال.

نتمنى أن تتأكدي من فرص التعافي من المرض، وتتعرفي على احتمالات عودته، أو انتقاله للآخرين، ونسأل الله أن يعافيك منه ومن كل مرض، ونشكر لك الحرص على السؤال، ونأمل من الفاضلات أمثالك أن ينصحن لمن يتقدم لهن، والصدق سبب للخيرات، وأدعى لتوفيق رب الأرض والسموات، وشريعة الله لا ضرر فيها ولا ضرار، والمؤمنة تحب لإخوانها وأخواتها ما تحبه لنفسها، وتكره لهم ما تكرهه لنفسها، والصدق منجاة، وعليه فإننا ندعوك إلى الستر على نفسك، والذهاب لطبيبات ماهرات للسؤال عن فرص التعافي الكامل، وعن إمكانية انتقال المرض، وعلى قول الثقات سيبنى الحكم الشرعي، ومعظم الناس يقدرون الصدق وأهله، والأهم من كل ذلك هو أن الصدق والوضوح يجلب توفيق الله، وليس في المرض عيب، خاصة وقد أصابك من فراش زوجية حلال، فهو ابتلاء نسأل الله أن يكتب لك الأجر، وأن يبلغك العافية.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن لا تجعلي همك كيفية تجاوز الفحص الطبي، وتذكري أن النصح واجب، وما أكثر من نالوا مرادهم بنصحهم وصدقهم ووضوحهم.

سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يوفقك، ونفرح بالاستمرار، ونشرف بمساعدتك، وسوف نستمر فى الدعاء لك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً