الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس قهرية، وأخاف من الجنون.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أود في البداية أن أشكركم على هذا الموقع الرائع.

فأنا فتاة عمري (24) سنة، عزباء، ولا أشتغل، وأعاني من أعراض عدة للوسواس القهري منذ عدة أعوام، لكن في هذه الأشهر أعاني من قلق واضطراب، وأخاف أن أجن، وأتخيل أنهم سيأخذونني إلى مستشفى المجانين، وأيضاً أخاف أن أؤذي إخوتي بسكين أو ما شابهها.

المشكلة أن الأفكار التي تراودني، أحس أنها ليست وسواساً، إنما هي مرض.

مع العلم أنه ليس في استطاعتي الذهاب إلى الطبيب النفسي؛ لأنني لم أشتغل بعد، ولا أستطيع إخبار شخص غير والدتي.

المرجو منكم أن تطمئنوني بأن هذا لن يحصل، وأنها مجرد وساوس، وأرجو منكم الدعاء لي، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ salma حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشكرك على الثقة في إسلام ويب.

نعم الذي تعانين منه هو أفكار وسواسية قهرية وليس أكثر من ذلك، لكنها بالفعل هي نوع من الوساوس المرعبة؛ لأن محتواها مخيف، وأود أن أطمئنك أن مثل هذا النوع من الوساوس لا يُتبع، يعني –إن شاء الله تعالى– لن تُؤذي أحدًا بسكّينٍ، ولن تُصابي بالجنون، هذا أؤكده لك تمامًا.

والبشرى التي أريد أن أزفها إليك أن هذا النوع من الوساوس يستجيب للعلاج الدوائي بصورة ممتازة جدًّا، فإن لم تتمكني من الذهاب إلى الطبيب النفسي، فيمكن أن تذهبي إلى طبيب عمومي، وإن صعب عليك هذا، فيمكن أن تذهبي إلى الصيدلية، فمعظم الأدوية النفسية المضادة للوساوس في كثير من الدول تُعطى دون أي وصفة طبية؛ لأنها أدوية سليمة جدًّا.

من الأدوية الممتازة التي ننصح بها في مثل حالتك عقار (فافرين)، والذي يُسمى علميًا (فلوفكسمين)، والجرعة هي أن تبدئي بخمسين مليجرامًا ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم مائة مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم مائتي مليجرام ليلاً لمدة شهرين أيضًا، ثم تُنقصيها إلى مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقفي عن تناول الدواء. هذا الدواء دواء فعّال، ودواء سليم، ولا يُسبب الإدمان، وليس له تأثيرات سلبية على الهرمونات النسوية.

الالتزام بالجرعة كما وُصفتُ، هو العامل الرئيسي لنجاح العلاج إن شاء الله تعالى.

توجد أدوية أخرى كثيرة مثل (الديروكسات)، وكذلك (البروزاك)، وكلها مفيدة، لكن أعتقد أن (الفافرين) هو الأفضل لعلاج هذا النوع من الوساوس.

أيتها الفاضلة الكريمة: بجانب العلاج الدوائي عليك أن تُحقري هذه الأفكار، وألا تُناقشيها أبدًا، وتتجاهليها تمامًا.

بعد أن تتناولي الدواء لمدة أسبوعين إلى ثلاثة، سوف تشعرين أن التوتر الداخلي لديك قد انخفض كثيرًا، وهذا قطعًا سوف يُساعدك لدفع هذه الوساوس وتحقيرها وتجاهلها، ومع استمرارك في العلاج الدوائي، ومبدأ التجاهل، وصرف الانتباه، سوف تختفي هذه الوساوس تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً