الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض أهلي الخاطب الذي تقدم لي لأسباب عنصرية، فماذا أفعل؟

السؤال

بارك الله فيكم على هذا الموقع الجميل، وزادكم من علمه وفضله كل خير.

سؤالي هو: أنا طالبة، أبلغ من العمر ٢٢ عاماً. منذ شهر بالضبط تمت خطبتي من شاب بطريقة تقليدية، أي عن طريق الأهل; وهذا الشاب متدين ومحترم وواع، ولديه عمل جيد.

حين تقدم لخطبتي وافق عليه أهلي وفرحوا به كثيرا، فهو صديق أخي، وأخته صديقتي، عموماً عائلته محترمة جدا.

المهم بعد أن مر ثلاثة أسابيع على الخطوبة، قرر أبي وأمي أن يفسخا خطوبتي; بحجة أنهم سألوا واستفسروا جيداً عن عائلة الشاب فلم يسمعوا عنهم إلا كل خير فقد كانت لهم سمعة جيدة; ولكنهم اكتشفوا أن لون عرقهم في الأصل أسود؛ وهذا شيء لم يتقبلوه! فعائلتنا نحن كلها ليس فيها شخص واحد من السود؛ وأنا أرى هذا من خلق الله، ولا يحق لنا أن نعيبهم بهذا، لأنه أصلاً ليس عيبا; خاصة وأن الشاب أبيض ووسامته مقبولة, لكنهم يقولون إنهم لن يتقبلوا احتمال أن يكون أحد أحفادهم أسود، وأود التأكيد على كونه مجرد احتمال.

أنا الآن كلما صليت صلاة الاستخارة ودعوت الله، أشعر بارتياح أكبر لهذا الشاب، ولا أستطيع تقبل قرار والدي, وفي نفس الوقت أحس وكأن رفضهم هذا ربما يكون إشارة من الله على أن هذا الشاب ليس فيه خير لي.

سؤالي بارك الله فيكم هو: ماذا علي أن أفعل؟ هل أستسلم لقرار والدي كونهما أدرى مني؟ أم علي العمل بالأسباب لكي نجتمع أنا وخطيبي في حلال الله؟ وما هي حدود العمل بالأسباب في مثل هذا الأمر؟ أفيدوني أرجوكم فأنا في حيرة من أمري.

خطيبي ما يزال متشبثاً بي، وعلى استعداد أن ينتظرني حتى يوافق عليه أهلي, وفي نفس الوقت لا أريد أن أدخل في صراع مع أهلي، فأنا أحترمهم كثيراً، ومطيعة لهم -والحمد لله- لكن في هذا الأمر أشعر أنني غير مقتنعة وغير مرتاحة تماماً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، وإشراكنا في اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يقدر لك الخير والاستقرار، وأن يهدي والديك لهدي رسولنا المختار، ومنهاج أصحابه الأبرار الذين تآلفوا وتحابوا وتزاوجوا رغم اختلافهم في الألوان والأشكال والأمصار، لأنهم تآخوا في ظلال شريعة الواحد القهار، ونسأل الله أن يحشرنا معهم في منازل الأبرار.

لا شك أن السبب المذكور لا يُقبل من الناحية الشرعية، كما أنه جاء بعد الموافقة الرسمية لهم، بل والجميع متفق على أدبهم وتميزهم، والأهم من كل ذلك ما حصل من ميل وتوافق بينك وبينه، وهم أسرة متداخلة وتعرفون مدخلهم ومخرجهم.

ولذا؛ فنحن نقترح عليك ما يلي:

1-التوجه إلى الله، فإن قلب والدك ووالدتك وقلوب العباد بين أصابعه يقلبها ويصرفها.
2- طلب المساعدة من شقيقك، والعقلاء من محارمك.
3- إشراك الدعاة والداعيات، وكل من يمكن أن يؤثر على قناعات الوالدين.
4- عدم إظهار سبب رفضهم حفظاً للنفوس ورعاية للمشاعر.
5- الاجتهاد في إقناع الوالدين وإرضائهم بشتى الوسائل.
6- التذكير بقول الله تعالى: ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ).
7- التذكير بأن بلال -رضي الله عنه- تزوج من أخت ابن عوف وهي من بني زهرة.
8- لفت نظرهم إلى لون الشاب، وأنك ستتزوجين منه وليس من أجداده الأحياء أو الأموات.
9- القرب من الوالدين وزيادة البر بهم.
10- تشجيع الشاب على التمسك بك، وتكرار المحاولات إذا تطور مشروع الرفض من والديك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، وقد سعدنا بتواصلك، ونفرح بالاستمرار، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ساره

    الله يوفقك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً