الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خيالي واسع، وأشعر عند التوتر بضربات قلب سريعة.. أريد علاجًا طبيعيًا

السؤال

عمري (17) عاماً، عندي مشكلة كبيرة جداً، فأنا أعاني من مشكلة الخيال الواسع جداً (الحدسي) غير الواقعي بنسبة (1000%)، ولم يكن أبداً واقعياً، فهو يراودني كل خمس دقائق، وهو الذي جعلني أكتب لكم هذه الاستشارة، متمنياً أن تساعدوني، مع أني أظن أنه لا أمل في التحسن؛ لأني أسترسل في الخيال، وقد أستمر فيه لمدة ساعتين.

بدأت مشكلتي وأنا في السادسة تقريباً، حيث كنت أتمتع بذاكرة قوية وخيال واسع جداً، لكنني لا أستطيع التحكم في هذا الخيال، وأخضع لأكاذيبه، خاصة أنه يهدر وقتي دون نفع، لقد مرت عليّ سنوات وأنا على هذا الحال.

كما أني أعاني من انفعالات شديدة، مثل الغضب الشديد واليأس الذي يترجم في عقلي الانتحار، والفرح الذي ليس له داع، وأحس بضيق نفسي في صدري، وأشعر عند التوتر بضربات قلب فائقة السرعة، وكأن روحي ستخرج.

أسرتي لا تعاملني بسوء، بل تعاملني بصورة جيدة جداً، لكن هذا الخيال يجعلني أمشي أمام أسرتي وأنا أكلِّم نفسي، وأقوم بفعل حركات بيدي، وقد وصل الأمر أن أتفوه بكلمات غير مقصودة وغريبة، وأصبحت كارهاً للمنزل، وأفضّل الجلوس في الشارع حتى في وقت البرد؛ لأن أمي قد تغضبني، وانفعالاتي حادة جداً؛ لهذا أحاول أن أبتعد عنها.

هذه المشكلة أثرت على دراستي، فأنا فاشل فيها منذ ثماني سنوات؛ لذا فأنا أحس بالإحباط واليأس.

أتمني الرد من مختص، يشخِّص حالتي، وهل يوجد لي علاج طبيعي؟ وهل توجد أدوية لمشكلتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فباركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

أيها الفاضل الكريم: نوعية التفكير الذي تتحدث عنه، وسعة الخيال وهيمنة ذلك، وسيطرته وإلحاحه وإضاعة وقتك، مما يُسبب لك شيئاً من القلق والتوترات، كذلك وجود الغضب الشديد، وتحسُّ أن حياتك قد فقدت طريقها؛ هذا ناتج من قلق وسواسي، وهذا يحدث في المراحل العمرية المبكرة لدى الكثير من الناس.

لا تنظر إلى الأمور بصورة قاتمة، لدرجة أنك تفكِّر في الانتحار، فالحياة أطيب من ذلك، وأريدك أن تتبع الخطوات العملية التالية:

1) حاول أن تنام مبكرًا، وتستيقظ مبكرًا.

2) مارس الرياضة، وهي كثيراً ما تؤدي إلى إطفاء نار التفكير الوسواسي الخيالي المضيع للوقت.

3) حاول أن تكتب بعض أفكارك، حتى وإن كانت خيالية، وأرجو أن تميل للكتابة؛ لأن الكتابة سوف تجعلك أكثر تركيزًا وتدقيقًا في أمورٍ معينة؛ مما يُضيع الوقت في التفكير في أمورٍ أخرى ليست ذات جدوى، وهذه معادلة سلوكية معروفة.

4) طبِّقْ تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جدّاً، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015)أرجو أن ترجع إليها، وتأخذ بتفاصيلها، فهي مفيدة.

5) لا بد أن تضع على نفسك مهاماً وواجبات والتزامات، وتضع جدولك اليومي لحسن إدارة الوقت، فهذا يجعل انفعالاتك وأفكارك وطاقاتك تتوجَّه نحو تنفيذ نمط حياتك الجديد الذي قررتَ أن تنتهجه، وهذه قاعدة مهمة جدّاً.

6) قطعًا ذهابك إلى الطبيب النفسي والاسترشاد به سوف يكون مفيداً جدّاً لك، وفي مثل عمرك لا نحبذ الأدوية، لكن تناول دواء بسيط من مضادات الوساوس القلقية سيكون أمراً جيداً بالنسبة لك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً