الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بالموت مع وساوس طوال الوقت .. ما علاج ذلك؟

السؤال

السلام عليكم..

أحس بالموت فجأة في أوقات متقطعة، مع وساوس طوال الوقت.. ما علاج ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: هذا الإحساس بالموت، أو الخوف منه، أو الوساوس حوله غالبًا يكون نتيجة لنوع من نوبات القلق الحاد أتت فيما يُسمى بنوبات الهرع، والأمر في غاية البساطة.

تجاهل هذا الشعور، نحن لا نتجاهل الموت، الموت آتٍ ولا شك في ذلك، والخوف منه لا يزيد في عمر الإنسان لحظة ولا ينقصه لحظة، لكن نتجاهل هذا الخوف المرضي، هذا هو العلاج الأساسي، والإنسان يجب أن يكون فعّالاً في حياته وجادًا في حياته، ويستمتع بحياته.

أيها الفاضل الكريم: الأفكار مثل هذه – أي الإحساس بالموت والخوف وخلافه – هذا يأتي نسبةً للفراغ المعرفي الداخلي في أنفسنا، نحن لا نُدير حياتنا بصورة صحيحة في كثير من الأحيان، لا نستفيد من أوقاتنا، لا تكون لك خطط حياتية واضحة، نكون غافلين عن الكثير من الإيجابيات، هذا هو الذي يُعطي مثل هذا الشعور.

فيا أخِي الفاضل الكريم: اجعل حياتك مفعمة بالأمل والرجاء، وعشها بقوة، وعليك أيضًا أن تحرص على أمور دينك، الصلاة في وقتها يجب أن تكون على رأس الأمر، هذا أمر لا جدال حوله ولا نقاش حوله، أن يكون لك ورد قرآني يومي، أن تُجالس العلماء، أن تكون وافيًا بحق والديك وبارًا بهما، هذه قمة الروعة والمتعة النفسية والسلوكية.

أخِي الكريم: تذكر الموت بصورة إيجابية يُبعد الخوف من الموت بصورة مرضية، هذا أمر معروف، وأنصحك بزيارة المرضى، وأن تمسح على رأس اليتيم، وأن تتصدق بما هو بسيط مهما كان، وأن تعمل صالحًا، وأذكر لك آية فيها الأمان كله: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يُشرك بعبادة ربه أحدًا}، وقوله تعالى: {من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}، وقوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}، إن لم يكن أمن الدنيا وأمانها فأمان الآخرة آكد، فمن خاف الله في الدنيا أمَّنه في الآخرة، فاجعل حياتك فعّالة، واحرص على تقوى الله، ومارس الرياضة، ولا تنس نصيبك من الدنيا، هذه من الأشياء الأساسية التي ننصح بها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • حياة

    انا ايضل احس بهذا

  • أمريكا محمد المغرب

    حتى أنا كذالك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً