الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصرفات خطيبي تجعلني أكرهه، فهل أنفصل عنه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أنا فتاة مخطوبة منذ عشرة أشهر لشاب يكبرني بسنة، بعد عقد القران اكتشفت بأنه أناني، وبخيل، علماً بأنه يطلب مني الاهتمام به، فلم يقدم لي أية هدية حتى الآن، ولم يرسل لي مصروفاً كما هو متعارف عندنا، بأن يرسل الرجل مصروفاً شهرياً لخطيبته بعد عقد الزواج.

لقد تكلمت معه في موضوع المصروف والهدايا، وفي كل مرة يعتذر بأنه يريد أن يصلح سيارته، أو أن عليه قرضاً للبنك، وأكتشف كذبه عندما يقول لي بأنه عزم أصدقاءه، أو أنه أعطى أخته مبلغاً من المال لكي تشتري به فستاناً، ودائماً يأخذ مني مبلغاً من المال!

علماً بأن مصروفي هو مكافأتي الجامعية فقط 800 ريالاً، وأنا بطبعي لا أستطيع أن أرفض طلب أي شخص، لأنني تعودت على السخاء والكرم، وليس سذاجة مني أو غباء، أيضاً أنا تربيت على أن الرجل مكلف شرعاً بالنفقة على المرأة، وليس العكس، لذا أكره الرجل الذي يأخذ المال من النساء.

أيضا أنا جامعية، وخطيبي يحمل الشهادة الثانوية فقط، وبيننا اختلاف كبير في الثقافة، والأفكار، فتفكيره بدوي، شرقي، دائم الحديث عن بطولاته العنيفة، مغرور، وطبعه الثرثرة الشديدة، وعدم الاعتراف بالخطأ، ودائماً يظهرني بصورة المخطئة، ولا يستمع لي أثناء الحوار والمناقشة، والمرأة في نظره خلقت لراحة الزوج والبيت فقط.

الآن وبعد مرور 10 أشهر على عقد الزواج، وخلال الشهرين الأخيرين فكرت أنني لا أستطيع العيش مع هذا الرجل مطلقاً، وأفكر بالانفصال عنه، فأنا لا أحبه ولا أكرهه، فهو بالنسبة لي رجل عادي، ولا أحمل له إلا مشاعر الشفقة والرحمة، لأنه يتيم الأب، وسبب ترددي في موضوع الطلاق أنه نقل عمله بناءً على طلبي من المدينة التي يسكن فيها، إلى المدينة التي أسكن فيها، ولكنني أكره تصرفاته معي، وأحتقرها.

أريد نصيحتكم لكي لا أظلمه، ماذا أفعل؟ هل أكلم أهلي في موضوع الطلاق؟ وهل هذه الأسباب كافية لطلب الطلاق؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رند حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يعين زوجك على فهمك، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

لا شك أن ارتباطك بهذا الشاب مر بمراحل، وقد وافقت عليه في البداية، وكان الانطباع جيدا، وحصل لك الانشراح والارتياح، وتم القبول، بل ذهبتم إلى خطوات متقدمة في مشروع الزواج، ثم بدأت تكتشفين ما يزعجك، ونؤكد لك أن البناء ينبغي أن يكون على الانطباع الأول، وعليك أن تدركي بأنك لن تجدي رجلاً بلا عيوب، كما أنه لن يفوز بامرأة بلا نقائص، ومن هنا لا بد من الواقعية في طلب الصفات، وعندما يوجد الدين، فإن كل خلل ونقص يصلح بالدين، كما قال الشاعر:

وكل عيب فإن الدين يصلحه، وما لكسر قناة الدين جبران.

تعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، وسعادته في التفريق بين الأزواج، ورغم قناعتنا بأن بعض التصرفات قد تضايق، إلا أننا نرفض فكرة اختبار الشريك، والحكم عليه ببعض المواقف، لأن بعض تلك المواقف تكون مفتعلة بهدف الاختبار، فهي تريد أن ترى كرمه، وهو يخاف من طمعها، وهكذا.

من هنا، فنحن لا ننصح أبداً بالتفكير في الفراق للأسباب المذكورة، ونقترح عليك حشد إيجابياته، وتضخيمها، والثناء عليه بها، واتخاذها كمدخل إلى قلبه، وحمد الله على كل ذلك، ونؤكد لك أن للمرأة قدرات عالية في التأثير والتغيير، فهي تملك القوة الناعمة الفعالة، مع أننا نفضل التأقلم، والتكيف مع الوضع، وذلك بعد التعارف، ثم عليك بفهم طبيعة الرجال، وفهم طبيعة زوجك، فكل إنسان نسيج وحده، وأصابع اليد الواحدة تختلف، فلا تقارنيه بغيره، بل اقبلي به، وعليه أن يقبل بك، وسيحدث الانسجام بالتنازلات، ليكون الملتقي في منتصف الطريق، ثم بالتعاون وصولاً إلى التآلف، والتوافق.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، سعدنا بتواصلكم، وأملنا في الله أن يسعدكم، ولكم منا الدعاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة