الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أمراض عديدة مع أن فحوصاتي سليمة ..

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ضاعف الله لكم المثوبة والأجر، وأسبغ عليكم عظيم رحماته وسخائه وفيض عطائه، وآتاكم فوق ما تأملون، وحقق لكم أضعاف ما ترجون.

أنا فتاة عزباء وعذراء، أبلغ من العمر 25 عاماً، منذ 8 سنوات وأنا أتألم ألماً شديداً أسفل بطني، تحديداً منطقة ما بين السرة والعانة، بل يتفاقم ويشتد يوماً بعد يوم.

خلال هذه السنوات ذهبت إلى عدة عيادات، وأعطوني العديد من الأدوية لكن لا فائدة، لم أتحسن إطلاقاً.

أنا رشيقة جداً، وبطني في السابق كان مسطحاً؛ ولكن هذا المرض جعل بطني منتفخاً بشكل عجيب وغريب.

أعاني من شدة الألم في المثانة والمسالك البولية، أتردد -بشكل غير طبيعي- إلى الحمام؛ في الساعة الواحدة أذهب حوالي 5 مرات.

ولا أستطيع إطلاقاً النوم على الجانب الأيسر أو الأيمن أو على البطن، وإن نمت على أحد الجنبين أذهب بسرعة للتبول.

ومنذ سنوات طويلة لا أستطيع أن أرتدي السروال الداخلي لأنه يضغط على هذه المنطقة فيؤلمني، طوال اليوم أشعر بألم شديد في هذه المنطقة، وأشعر طوال الوقت أني بحاجة إلى التبول، حتى إذا أنهيت حاجتي وخرجت من الحمام أشعر أني ما زلت بحاجة للتبول، وأدخل مرة أخرى للحمام، وحال خروجي من الحمام تظل المثانة ممتلئة بالرغم أنني أفرغتها قبل قليل.

هذا الموضع الذي يؤلمني يكون منطقة قاسية دائماً، وحينما يلمسها أحد أو يضغط عليها أصرخ بقوة من شدة الألم، ومن قساوة هذه المنطقة وانتفاخها لا أستطيع الجلوس، فشدة الألم لا يوصف.

قبل سنتين كان تشخيص الأخصائي لحالتي بأنها: التهاب في البول.
وفي السنة الماضية حينما أجريت أشعة " سونار" أخبروني أن لدي حصوة في هذه المنطقة، ولم يحددوا مكانها بالضبط.

وفي الأسبوع الماضي أشتد علي الألم، وأجريت أشعة وفحوصات -في ذات المستشفى الذي قال لي في العام الماضي بأن لدي حصوة- وبعد كشف السونار قالوا لي بأنه لا توجد حصوة أبداً.

وبعد تحليل البول -أعزكم الله- أخبروني بأن البول سليم، والمثانة سليمة، والمسالك البولية سليمة، والكلى سليمة، والرحم سليم، وكل الأعضاء سليمة، ولكن الأخصائي الذي كشف على حالتي حينما يضغط على هذه المنطقة " أسفل البطن "أصرخ بقوة وبصوت عال جدا، فيتعجب الأخصائي لأن كشوفاتي سليمة.

فما سبب هذا الألم الشديد؟ تحيروا في أمري!

وقدرا حينما قرأت عن أعراض السحر وجدت جميع الأعراض تنطبق عليَّ جميعها، ومن هذه الأعراض:

كثرة التبول، انتفاخ في البطن، ألم أسفل البطن، ألم في المسالك البولية والمثانة، وعدم الاستجابة للعلاج، الإصابة بمرض شديد لسنين طويلة، وحينما تجري فحوصات وكشوفات تجد أن كل شيء فيك سليم، وتتحير في أسباب هذا الألم، وهذا ما حدث لي.

كذلك منذ سنوات طويلة أتألم من شدة الصداع القاتل، وحينما أجريت أشعة للرأس كانت كل الفحوصات سليمة!

فما سبب هذا الألم الشديد إذا كانت كل فحوصاتي وتحاليلي سليمة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رغم أن معاناتك شديدة -عافاك الله- ولكن يبقى المطمئن في قصتك هذه أن الألم معروف المكان والعضو المصاب فيه، ولا نحتاج إلا لتحديد نوع المرض، ومن ثم العلاج.

إنه وفي غالب الأمر أن ما تعانيه هو المثانة العصبية أو الإلحاحية.
والمثانة العصبية: مرض منتشر في كل أنحاء العالم، وفي حال المثانة العصبية فإن الجهاز العصبي يفقد سيطرته على المثانة وآلية التبول الطبيعية.

وتقسم إصابات المثانة العصبية إلى نوعين:

الأولى: مثانة لا تستطيع الانقباض (مرتخية)، وفيها لا بد من الضغط على أسفل البطن للمساعدة على التفريغ، وقد يحتاج الأمر إلى استخدام القسطرة البولية المتحركة كل 3 - 4 ساعات وفق الحالة.

الثانية: ومثانة كثيرة الانقباض (نشطة)، وكلتا الحالتين يحتاج تشخيصهما إلى تقييم سريري ومخبري.

ومن المهم التفريق بين هذه الحالة (المثانة العصبية) وبين حالة (المثانة الإلحاحية)، والتي تتشابه كثيرا مع أعراض المثانة العصبية كثيرة الانقباض، لكن الآلية المرضية أو الأسباب المتعلقة بهما تكون مختلفة، ولذلك فإن العلاج وخطورة الحالة مختلفة إلى حد ما في حالتيهما.

وللتعرف بشكل مفصل على ماهية المثانة الإلحاحية:
فإن معظم الأشخاص يذهبون إلى التبول ما بين 6 إلى 8 مرات في اليوم، لكن هذا الرقم يمكن أن يقل أو يزيد وفق كمية السوائل التي يتعاطاها الشخص ونوعيتها، كما أن له علاقة بحرارة الجو ورطوبته، والحالة النفسية للشخص.

وعندما يكون هناك دافع قوي ومفاجئ لإفراغ المثانة بمعدل يفوق 8 مرات في اليوم، إضافة إلى الحاجة إلى التبول ليلاً أكثر من مرتين، وحدوث تسرب في البول في شكل لا إرادي بعد الشعور بالحاجة إلى التبول، فإن هذه الحالة تعرف في الأوساط الطبية بالمثانة الإلحاحية والتي لها أسباب عدة: ومن ضمنها التوتر والقلق، مع سلامة الجهاز العصبي المسئول عن ديناميكية المثانة.
لكن في حالة وجود خلل عصبي فإن الحالة تعرف طبياً بالمثانة العصبية.

وهناك أسباب كثيرة لمرض المثانة العصبية، معظمها من منشأ عصبي.

وبشكل عام يمكن القول أن أي حالة تؤثر في الإشارات العصبية الواردة إلى المثانة، أو تلك الصادرة عنها، يمكن أن تسبب المثانة العصبية، ومن أهم هذه الأسباب:

-إصابات النخاع الشوكي.
-داء التصلب اللويحي.
-الجلطة الدماغية.
-داء باركنسون.
-تأذي الأعصاب بعد جراحات الحوض مثل: جراحات القولون أو الرحم.
-فتق الحبل الشوكي.
-إدمان المشروبات الكحولية.
-نقص الفيتامين « ب12».

ويصيب مرض المثانة العصبية أيضاً مرضى السكري.

والمهم في الموضوع أن المثانة العصبية تحتاج في علاجها وتدبيرها لمراكز طبية متخصصة.

أنصحك بمراجعة أحد المراكز الطبية الجامعية في المملكة السعودية حيث تقيمين؛ للبدء في تقييم الحالة ووضع تدابير المعالجة.

مع تمنياتي لك بالشفاء العاجل -بإذن الله-.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً