الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العصبية الزائدة تجعلني أثور من أقل شيء وأسيء للآخرين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من العصبية الزائدة لدرجة تجعل أعصابي مثارة من أقل قول أو فعل، هذا الأمر يشعرني بالسوء الشديد، ويجعلني أتفوه بأشياء مؤلمة للآخرين.

ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورهان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال.

في كثير من الأحيان فإن العصبية أو الغضب والانفعال إنما هي عرض ومظهر لشيء آخر، فيا ترى ما هي الأمور في حياتك الخاصة والأسرية والاجتماعية، مما يمكن أن يفسّر هذا الغضب وهذه العصبية التي تشتكين منها؟

أحيانا عندما يعيش الإنسان في ظروف صعبة، وفي نفس الوقت يجد صعوبة في الاعتراض أو الانتقاد، أو حتى التشكي على بعض الأمور من قبل من حوله، فقد يجد نفسه ميالا للغضب والعصبية في مواقف أخرى وظروف أخرى، فمثلا قد تنزعجين في عملك، أو من بعض المواقف الاجتماعية، وقد تعترضين على بعض المواقف مع الناس والأقرباء، ولكنك قد تجدين صعوبة في أن تقولي لهم حقيقة ما تشعرين به تجاههم وتجاه تصرفاتهم اللامسؤولة.

كذلك قد تجدين نفسك أمام بعض الناس الأكبر منك عندما يصدرون إليك بعض التعليمات والأوامر أو الانتقادات...، إلا أنك تشعرين بالحرج من الاعتراض أو الانتقاد، فلا شك أن كل هذا يجعلك تمتلئين بالعواطف والمشاعر الكثيرة التي تختزن في نفسك، والتي تنتظر أن تخرج، وعندما تجدين نفسك أمام موقف، كأن تذهبي لمحل تجاري ثم تجديه مغلقا، ومن حيث لا تدرين تجدين نفسك منفجرة بالغضب والعصبية...، وأنت تسألين نفسك: لماذا؟!

ابحثي وفكّري بتفاصيل حياتك وظروف معيشتك، واسألي نفسك:

• ما هي الأمور أو المواقف التي تزعجني أو تشعرني بالغضب؟

• ما هي المواقف التي أشعر فيها بالعصبية إلا أني لا أستطيع التعبير عنها؟

• كيف يمكن أن أفرغ مشاعري وعواطفي بطريقة صحيّة سليمة وغير ضارة؟

• ما هي الهوايات التي أستمتع بها في حياتي؟

إن الإجابة على هذه الأسئلة ستساعدك كثيرا على تجاوز هذه المرحلة أو المواقف الصعبة التي تعيشينها، وستعينك على التغيير الذي تريدين.

مارسي الرياضة أو غيرها من الأنشطة المريحة لك والتي تستمتعين بها، والتي تساعدك على التعبير عن المشاعر والعواطف التي تعتلج في صدرك كالرسم والتمثيل والإنشاد.

وإذا وجدت صعوبة في التغيير المطلوب، أو إذا زادت شدة معاناتك، فلا تترددي في الحديث مع طبيبة الأسرة، أو أخصائية نفسية، فهناك بعض المهارات التي يمكنك تعلمها وممارستها والتي تدخل تحت باب إدارة الغضب والانفعال.

وفقك الله، ويسّر لك الأمور.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً