الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصالح مع إخوتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدأت مشكلتي عندما كنت في الابتدائية عندما حصل أول مقاطعة فعلية بيني وبين أختي الأكبر مني، بسبب تافه لا يذكر -بسبب مكنسة! وبعدها بسنوات أتت حوادث الانقطاع بيني وبين إخوتي الباقين؛ وكلها بأسباب لا تذكر من شدة تفاهتها؛ كحصول شجار خفيف، بل إن أخي الأكبر لا أذكر حتى سبب انقطاعه.

أصبحت الآن على انقطاع مع الأختين الأكبر مني، ومع أخوي الأكبر مني، أعتقد لأننا لم نجتهد في بداية الأمر للإصلاح فيما بيننا؛ فأصبحنا مع مرور الوقت كالغرباء عن بعضنا.

العلاقة ليست علاقة إخوان، لا أستطيع التكلم معهم الآن، ثمة حاجز فيما بيننا، والذي زاد هذه المشكلة هو خجلي الزائد والفظيع، فأنا أمام أقاربي أو الناس خجولة بشكل فظيع، لا أستطيع التكلم براحتي، ولا أشعر بالراحة، وهذا أثر على علاقتي مع كثير من الناس, وهي نفس مشكلة إخوتي ولكن هم بشكل أقل.

مرت الآن تقريباً 6 سنوات ونحن على هذا الحال، أنا لم أعد أستحمل أو أطيق هذا الوضع، ولا أعلم كيف أعالج هذا الوضع وأنا بهذه الطبيعة وهم كذلك، أنا أحبهم وهم كذلك، ولكن لا أعلم لم نحن هكذا؟ وما الذي حدث لنا؟

أتمنى أن أحصل على استشارة مناسبة لوضعي، أنا خائفة أن أفقدهم للأبد؛ خصوصاً أنهم كبروا ووصلوا إلى مرحلة الزواج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه؛ فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: شكر الله لك حرصك على إخوانك وأخواتك، وحرصك على إقامة علاقة طبيعية معهم قائمة على الألفة والود، خاصة ومرحلة الأخوة تلك هي أخصب المراحل العمرية في حياتكم، فبعد الزواج سيشغل كل طرف بزوجه، ولن تبقى إلا الذكريات التي للأسف أضعفتموها حتى الآن.

ثانياً: ظاهر أمركم أنكم جميعا بخير، وأن الوضع القائم كان هو الأنسب لكم نظراً لطبيعتكم الخجولة، بالطبع نحن لا نقر هذا الأمر ولا نرضاه، لكنا نصف لك واقع حياتكم، كلكم على خير والحب والود قائم، ولكن نظراً للخجل الاجتماعي الذي أصابكم لم يجرؤ أحد منكم على تقديم الخطوة الأولى، وهو ما جعل الأمر طبيعيا بحكم إلف العادة.

ثالثاً: نحن على ثقة بأن الشعور الذي شعرت به الآن هو شعور كل أخواتك وإخوانك، لكن كل واحد منكم يظن أنه الوحيد الذي يفكر بهذا الأسلوب.

رابعاً: إننا ندعوك أختنا إلى أن تقومي بما يلي:

1- أن تبدئي أنت الخطوة الأولى؛ وأن تكون على شقين:

- شق الوالد والوالدة أو أحدهما: اجلسي مع من أحببت الجلوس معه وأخبريه بما ذكرتيه لنا، وإن خجلت من الأمر فاكتبي له أو لها أو لهما رسالة نصية فيها هذه المعاني التي ذكرتِها، وهما معك سيدعمان حتما هذا التوجه.

- اختيار أحب الأخوات إليك وابدئي معها حوارا مفتوحا، أظهري لها أنك تريدي الحديث إليها عن شيء خاص، واجلسي واستمعي منها وتكلمي إليها، وربما تفاجئين حين تعلمين بعد حديثك إليها أنك كانت تتمني ذلك أو راغبة فيه، ثم بعد ذلك اجلسوا مع بقية الإخوة والأخوات.

2- استخدمي وسائل مغايرة ومتعددة، فجميل أن ترسلي لهم على جوالاتهم تسألين عن أخبارهم، أو موقفا طريفا حدث تبلغيهم إياه.

3- استخدمي الرقية الشرعية وهذا حصن للمسلم، وخاصة أذكار الصباح والمساء.

وأخيراً: أنت أخت فاضلة وتستطيعين بأمر الله أن تكسري هذا الحاجز، وأن تأخذي أجر كل إخوانك، تقدمي أختنا فالوقت يمر ومرحلة الأخوة عزيزة وغالية، واستعيني بعد الله بأبويك وحتماً ستجدين ناصرا ومعينا، ثقي أن الأمر بسيط، وأن الحاجز النفسي نحن بأيدينا من نضخمه.

وفقك الله ورعاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً