الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصف لي الطبيب دواء لنوبات الهلع لكني متردد في أخذه!!

السؤال

السلام عليكم

قبل ست سنين جاءتني نوبات هلع مستمرة وقلق، والآن –الحمد لله- خفّتْ كثيرًا، وأتغلب عليها، لكن عندي خوف من المرتفعات والسفر بالطائرة، وهذا لم يكنْ عندي من قبل، وأول مرة جاءتني نوبة وأنا في الطائرة، وبعدها لم أسافر على طائرة.

ذهبت إلى الدكتور، ووصف لي (انتابرو)؛ حتى أتخلص من هذه النوبة نهائيًا، وأنا متردد، أخاف أن آخذ الدواء، وترجع النوبات.

ما نصيحتكم لي، خاصة أني الآن –الحمد لله- صرت أحسن مما كنت عليه سابقًا.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا تخفْ -أيها الفاضل الكريم-؛ فأنت -الحمد لله تعالى- قد تغلبت تمامًا على نوبات الفزع والهرع هذه، والهرع ما هو إلا نوع من القلق النفسي الحاد، يأتي في بعض الأحيان دون مقدمات، ويذهب أيضًا دون مقدمات، فتجاهلْ هذا القلق، وكن إيجابيًا في تفكيرك، وركِّز على تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرج، ولتطبيق هذه التمارين:

اجلس في مكانٍ هادئٍ، تصوَّر أمرًا أو حدثًا جميلاً حدث لك، أغمض عينيك، افتح فمك قليلاً، قل (بسم الله الرحمن الرحيم)، وفي هدوء تام خذ نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، وهذا هو الشهيق، والذي يجب أن يستغرق ثمان ثوانٍ، ثم أمسك الهواء في صدرك لمدة أربع ثوانٍ، ثم أخرج الهواء عن طريق الفم بكل قوة وبطء، ويجب أن يستغرق ثمان ثوانٍ. كرر هذه العملية بانتظام أربع مرات إلى خمس مرات متتالية، بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء؛ ففيها فائدة وخير كبير لك.

حين تركب الطائرة –أيها الفاضل الكريم– ابدأ بدعاء السفر، فهو دعاء عظيم، يبعث الطمأنينة في نفس الإنسان، وتأمَّل، وسل الله –تعالى- أن يكون باسمه مجراها وباسمه مرساها، وخذ نفسًا عميقًا وبطيئًا، وسوف تجد أن الأمر أبسط مما تتصور.

في ذات الوقت تناول الدواء الذي وصفه لك الطبيب، و-إن شاء الله تعالى- سوف تجد منه فائدةً كبيرةً جدًّا.

اطمئن –أخي الكريم–، فمن الواضح أنك تملك القابلية والاستعداد لأن تتخلص من هذه المخاوف، وهذا في حد ذاته نعتبره قيمةً علاجيةً كبيرة، ونسميه بإرادة التحسُّن، وهي مطلوبة جدًّا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً