الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من سلس الريح، فهل هناك أمل في الشفاء منه؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من سلس الريح منذ فترة ليست بالقصيرة، وقد قرأت في كتاب [الفقه على المذاهب الأربعة - الجزيري] وهو يقول الآتي: "وقد تقدم في " مباحث النية "أن المعذور يجب عليه أن ينوي بوضوئه استباحة الصلاة، بمعنى أن يقول في نفسه: نويت بوضوئي أن يبيح الشارع لي به الصلاة؛ وذلك لأنه في الواقع ليس وضوءا حقيقيا، بل هو منقوض بما ينزل من بول ونحوه، ولكن سماحة الدين الإسلامي قد أباحت له أن يباشر الصلاة بهذا الوضوء، فلا يحرم من ثوابها؛ لأنها شريعة مبنية على الحرص التام على مصالح الناس ومنافعهم في الدنيا والآخرة".

هل هذا صحيح: أنه يجب علي عند كل وضوء أن أنوي كل هذا؟ وإذا نسيت هل سيبطل وضوئي؟

في الفترة الأخيرة عندما تخرج مني ريح أثناء الصلاة؛ أفكر هل هذه بإرادة أم ليست بإرادة؟ لأني أحيانا أنسى حبسها، فهل صحيح ما أفعل؟

هناك أمر آخر، أنا أعاني من الوسواس، ولكن -بفضل الله- بدأت أحاول عدم الالتفات له، ولكني أصبحت أعيد الآيات كثيرا في الصلاة؛ لأني أشعر بأن مخارج الحروف تخرج خطأ فأعيد الآية، وهذا يحدث لي في التشهد والسلام الأخير أيضا، فهل هذا وسواس أم أن ما أفعله يعد صحيحا؟

آخر شيء هو أنني أريد أن أعرف هل هناك أمل في الشفاء من هذا السلس؟ أم هو مرض مزمن سأعيش به طوال حياتي؟

أنا أقوم بالتمارين التي قرأتها عندكم، فهل هناك من شفي منه فعلاً؟ فأنا غير مقتنعة أني سأعيش هكذا طوال عمري، وخصوصا أنني في سن صغيرة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة للأعراض: يكون السؤال الأول هو: هل لها سبب محدد مثل: التحسس لبعض الأطعمة، أو القولون العصبي؟ وهل أجريت جراحة سابقة مثل: إزالة الزائدة، أو غيرها؟

بعد معرفة السبب يجب استخدام العلاج المناسب، وهذا الأمر يتطلب زيارة طبيب متخصص في مجال الجهاز الهضمي، ويمكن كذلك العمل على التخفيف من حدة الأعراض بتجنب بعض الأطعمة، أو عدم الإكثار منها، مثل: الأطعمة التي تحتوي على السكريات العالية، مثل: اللاكتوز، والفركتوز، والسوربيتول المتوفرة في منتجات الألبان، والبقوليات، والقمح، والفواكه، والعصائر الصناعية.

كما أنه عليك التقليل من تناول البهارات والألياف العالية، وقد تحتاجين إلى استخدام عقار الفلاجيل لفترة من الوقت؛ للتخلص من البكتيريا الضارة في الأمعاء، أو الطفيليات.

كما يمكنك استخدام أحد المنتجات التي تحتوي على البروبايوتك، وهي البكتيريا النافعة، والتي تساعد على الهضم، وعلى التخلص من البكتيريا الضارة، وقد يصف الطبيب حبوب الفحم، أو الديسفلاتيل، وحتى إنزيم اللاكتيز؛ للتخلص من الغازات الزائدة في الجسم.

أما إذا كنت تعانين من مشكلة صحية في منطقة الشرج مثل: البواسير، أو قد أجريت جراحة سابقة في هذه المنطقة؛ فهذا الأمر يحتاج إلى تقييم من قبل أطباء الجراحة العامة.
________
انتهت إجابة الدكتور/ حاتم محمد أحمد -استشاري أول في طب الأطفال-.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
________

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمةَ- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يمُنَّ عليك بعاجل العافية والشفاء.

سلس الريح المقصود به أن يستمر خروجه طول وقت الصلاة، يعني منذ أن يؤذِّن المؤذنون في الصلاة إلى أن ينتهيَ ويخرج وقتها، فمثلاً: صلاة الظهر يدخل وقتها بزوال الشمس من وسط السماء عندما يؤذن المؤذنون لصلاة الظهر، ويخرج وقتها بأذان العصر، فهذا المقصود بوقت الصلاة، فإذا كان خروج الريح يستمر طول وقت الصلاة فهذا سلس.

أو ينقطع وقتًا يسيرًا لا يكفي للوضوء والصلاة، فهذا سلس، وتترتب عليه أحكام السلس، هذا مذهب جماهير العلماء.

أو كان مضطربًا، بمعنى أنه ليس له وقتٌ منتظم ينقطع فيه، فيتقدم ويتأخر، ويقل ويكثر، وهكذا، ففي هذه الحالة حالة الاضطراب ألحقه أيضًا بعض الفقهاء بالسلس.

إذا كان هذا الذي يحصل لك؛ فأنت من أهل الأعذار، ويكفيك أن تتوضئي بعد دخول الوقت، وإذا توضأت بنية الصلاة -وهذا هو الغالب في حال الناس أنهم يتوضئون للصلاة- فإن هذا يكفي، ولا يُتصور أن تكوني نويت رفع الحدث بخصوصه –أي بهذا المعنى–، ولكن على فرض أن ذلك ممكن، وكان الحدث –أي خروج الريح ملازمًا لك كما قلنا من قبل–، ويحصل منه أن يُلازمك أكثر ساعات اليوم والليلة، ففي هذه الحالة يرى بعض الفقهاء بأن صاحب السلس لا يُطلب منه الوضوء، وهذا مذهب المالكية، وأن خروج الريح في هذه الحالة لا ينتقض بها الوضوء، ومن ثمَّ فالوضوء رافع للحدث، ولا ينتقض الوضوء بخروج الريح، وعليه فلا يضر أن تنوي الوضوء أو تنوي رفع الحدث.

الخلاصة أنك ما دمت تعانين من الوساوس فنصيحتنا لك –ونتمنى أن تأخذي هذه النصيحة مأخذ الجِدِّ حتى تُريحي نفسك وتقطعي دابر الوساوس عنك–: أن تُعرضي عمَّا سبق تمام الإعراض، ولا تلتفتي إليه، فإنه يجوز لك أن تأخذي بأي قولٍ من هذه الأقوال التي ذكرناها لك، والمؤلف الذي ذكرت إنما ينقل كلام بعض المذاهب على التفصيل الذي ذكرناه لك.

أما ما ذكرته من إعادة الآيات، فالظاهر أيضًا أن هذا من آثار الوساوس التي تعانين منها، فالنصح لك –أيتهَا البنت الكريمةَ– أن تُعرضي عن ذلك، ومتى أوهمك الشيطان أنك لم تقرئي الآية أو الكلمة في صلاتك على الوجه المطلوب فلا تلتفتي إليه، ما دام ذلك يأتيك كل يوم، لا تلتفتي إليه، وإذا يئس الشيطان منك انصرف عنك -بإذنِ الله تعالى-.

نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يمُنَّ عليك بالعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً