الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي شاب ولكن أبي لا يثق فيه ولا يصدقه، فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم

أحببت شابا وهو أحبني، ولكني اكتشفت بعد فترة ميله للشهوة، وحاولت أن أصلح فيه، وهو يدعي أنه قد أصلح حاله، وأنا لا أستطيع تصديقه، وأشك فيه، ورفضت الكلام معه عدة مرات، وهو لا يريد مصاحبتي مرة أخرى، ولكنه يريد الحديث مع والدي فقط، كي يتحدث رسميا، وفي الحلال، ووالدي رفضه سابقا عندما علم بأمره، لأنه كان نصرانياً، ولا يصدق أنه أسلم، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

نحن إذ نشكر لك هذا الحرص الذي دفعك إلى التواصل مع موقعك، وندعوك إلى تقديم الدين، وإشراك والدك ومحارمك في هذه الأمور، لأن الرجال أعرف بالرجال، كما أن الشاب إذا وجد الفتاة وحدها طمع فيها، وسعى في خديعتها، والمرأة صادقة في مشاعرها، ولكن في الشباب ذئاب.

من هنا فنحن ندعو كل عاقلة إلى عدم تقديم التنازلات، ولكن عليها إذا شعرت أن هناك شاباً مال إليها أن تدعوه إلى أن يأتي دارها من الباب، ويقابل أهلها الأحباب، وفى هذا أكبر اختبار لصدق الشاب، وأكبر فرصة للتعرف عليه وعلى أسرتك، لأن أهل الفتاة سيطلبون منه إحضار أهله، وسيسألون عنهم وعنه، وحينها سيعرف قيمة الفتاة ومكانتها عند أهلها.

إذا كنت لا تصدقينه في دعواه بأنه أصلح حاله، ووالدك لا يصدق حتى بإسلامه، فتوقفي تماما وتوبي عن كل ما حصل من تساهل جعلك تتعلقين به دون وجود غطاء شرعي للعلاقة.

عليه أن يصلح نفسه ويحسن سيرته ثم يتقدم لك أو لأي فتاة، ليزنه الرجال بموازينهم، ولا تخوضي تجربة محفوفة بالمخاطر وتبنيه على رمال متحركة، وسوف يأتيك ما قدره لك القدير، فاستعيني بالله وتوكلي عليه، واحتكمي في عواطفك وفي كل أمورك مع شريعة الله، وتذكري أنك مسلمة غالية مطلوبة لا طالبة.

سعدنا بتواصلك، ونسعد باستمرارك، ونتمنى إشراكنا وإشراك أسرتك من البداية وليس في منتصف الطريق أو نهايته، ولن تجدي أحرص عليك ومن أسرتك.

حفظك الله وسددك، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً