الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدمت لخطبة فتاة ذات خلق ودين، واستخرت، وما زلت مترددًا، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكركم جميعًا من عميق قلوبنا على ما تقدمونه من خدمة لدين الله -عز و جل- ومن خدمة البشرية في شتى بقاع الأرض، ونتمنى لكم كل التوفيق والسداد والقبول.

تقدمت لإحدى الفتيات، التي نحسبها على خير ودين وخلق وحسن تربية، وهي فتاة -من خلال مقابلتي لها- شعرت بمدى أخلاقها وحسن تربيتها وأدبها، وقد اتفقنا على صلاة الاستخارة، ولكني بعد هذه المقابلة لاحظت بعض التغيرات في حياتي إلى الأسوأ -ولله الحمد على كل حال-.

بعد صلاة الاستخارة مرتين، لم يتبين لي على وجه التحديد أن الأمر خير أم لا، وأشعر في بعض الأحيان بالراحة النفسية والإقدام على الأمر، وبعض الأحيان أشعر بالقلق والتوتر وعدم الراحة، والرغبة في عدم الإقدام.

فماذا أفعل؟ أفيدوني، أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الثناء على العاملين في الموقع، ونؤكد لك أننا جميعًا نتشرف بخدمة شبابنا الذين هم أمل الأمة -بعد توفيق الله-، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، وينفع بك البلاد والعباد.

الشيطان لا يريد لنا الخير، ولا يريد لنا الزواج؛ لأن فيه -الزواج- العصمة -بعد الله- من الفواحش، والأمر كما قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "إن الحب من الرحمن، وإن البغض من الشيطان، يريد أن يبغّض لكم ما أحل الله لكم"، فعامل عدونا بنقيض قصده، ولا تترك فتاة بهذه الصفات من أجل وساوس الشيطان.

أرجو أن يعلم الجميع أن الفتور في العواطف طبيعي في هذه المرحلة؛ لأن العواطف تتأخر، ويتقدم العقل، وتأتي الهموم والمسؤوليات، ومن هنا يحصل التردد، وكل ذلك يتلاشى عند إكمال المراسيم، والدخول للحياة الزوجية برونقها وجمالها.

لقد أسعدنا حرصك على الاستخارة والاستشارة، ونتمنى أن تتمهل في اتخاذ القرار، ولا تظهر ما في نفسك؛ حتى لا تكسر خاطرها، وثق بأنك لن تجد امرأة بلا عيوب؛ لأنك لست بخال من العيوب، فالواقعية مطلوبة، وإذا ذكّرك الشيطان بنقصها، فتذكر كمالاتها.

سعدنا بتواصلك، وسوف نفرح في إشراكنا في كل خطواتك، ونذكّرك بأن القرار الصحيح، هو القرار الذي يُبنى على قواعد صحيحة، وينظر صاحبه إلى عواقب الأمور ومآلاتها.

وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وتجنب الاستعجال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر Ahmed

    جزاكم الله خيرااا ونفع بكم كما اود ان انوه علي انني امر بهذه الحاله واشكركم علي هذا الرد فقد اطمئننت واطمئن قلبي بعد اجابتكم الرائعه ..ولكم جزيل الشكر

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً