الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش حالات الخوف من الموت والقبر، فكيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم.

عندما كنت في الثاني أو الثالث المتوسط وفي آخر الليل، وكنت أذاكر للاختبارات، أصابتني حالة مفاجئة، وكأنني سوف أموت، وأصبت بحرارة في جسمي، وأخذت أبكي، ذهبت عند أمي تهدئني، فشعرت بالراحة بعدها، واختفت الحالة، ثم أصابتني مرتين في المرحلة الثانوية.

وبعد الزواج أصابتني خمس أو ست مرات، وكل هذه المرات كانت لحظية، فقط عندم النوم، وعندما أستيقظ تكون قد اختفت.

في العيد توفي جدي، ومن اليوم الثاني رجعت لي هذه المخاوف، وهي في ازدياد، حتى أصبحت لا تفارقني، وبعض الأحيان أصاب بحرارة تسري في جسدي، وزيادة في نبضات القلب، وإحساس بالدوخة، وكل ذلك بسببها، ثم تختفي، ومن العيد إلى الآن وأنا في تفكير مستمر في الموت والقبر، وكل شيء يتعلق بهما، أحاول أن أشغل نفسي، لكن سرعان ما تعود تلك المخاوف.

أكاد أجزم بأني كل لحظة أفكر فيها، لا أعلم ماذا أفعل؟ أرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مثل هذه النوبات الفزعة نسميها بنوبات الهرع أو الفزع، وهي نوع من القلق النفسي الحاد غير المسبب، لكن الأحداث الحياتية قد تُثير هذه النوبات، فأنت على سبيل المثال عندما تُوفي جدك – عليه رحمة الله تعالى – رجعت إليك هذه المخاوف، والخوف من الموت تُثيره مثل هذه الأحداث.

أيتها الفاضلة الكريمة: -إن شاء الله تعالى- أنت لست ضعيفة الشخصية، ولست ضعيفة الإيمان -بإذنه تعالى-، هذه مخاوف قلقية فزعية، تعالج من خلال أن تفهمي أنها حالة نفسية وليست عضوية، اشغلي نفسك عنها، واشغليها بذكر الله على وجه الخصوص، عيشي حياتك بقوة وبأملٍ ورجاء، أنت -الحمد لله تعالى- أحوالك مستقرة، رتبي بيتك، اهتمي بزوجك، طوري من مهاراتك، هذا كله يساعدك كثيرًا، وفي ذات الوقت مارسي تمارين التنفس التدرجي، وكذلك تمارين شد وقبض العضلات، مع التأمُّل الذهني، هذه تسمى بتمارين الاسترخاء، وهي إيجابية ومفيدة جدًّا.

لو ذهبت إلى طبيب نفسي سوف يقوم بتدريبك عليها، وإن لم يكن ذلك ممكنًا، فارجعي لاستشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) سوف تجدين فيها إرشادات جيدة جدًّا، فاحرصي على تطبيقها.

الأمر الآخر هو أن تتناولي عقاراً يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس)، ويسمى علميًا باسم (إستالوبرام) دواء ممتاز جدًّا، رائع جدًّا، يمكن أن يصفه لك الطبيب النفسي، أو حتى طبيبة المركز الصحي، وفي ذات الوقت يمكن أن تتناولي جرعة صغيرة من دواء آخر يعرف باسم (إندرال) ويسمى علميًا (بروبرالانول)، بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ، ثم يمكن التوقف عن تناوله.

أما بالنسبة للسبرالكس فجرعته هي خمسةَ مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام –يتم تناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة – أي عشرة مليجرام – يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم خمسةَ مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسةَ مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

كلا الدوائين سليمان، ولا يسببان الإدمان، لكن لا يسمح باستعمالهما أثناء فترة الحمل.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً