الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضياع الوقت وكثرة الشرود والنسيان من أسوأ مشاكل حياتي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم وأنعم عليكم بالصحة والعافية.

أنا مصابة بحالة توتر وقلق وشرود، فأنا آكل أظافري بشكل غير طبيعي، وعقلي يشرد بشكل كبيير جدا، فيضيع وقتي وأنا في أمس الحاجة إليه، أبلغ من العمر ٢٥ عاما، وأعمل وأدرس في ذات الوقت، ليس هناك أي ضغط فأنا راغبة في كلا الأمرين وأجد متعة، ولكن مشكلتي أني إنسانة شاردة الذهن كثيرة السرحان، غير قادرة على التركيز لفترة طويلة، في كل مرة أجلس لكي أذاكر أنهض، فآكل وأدخل النت أو أسرح في الفضاء، ثم فجأة أفيق لأستكمل دروسي، وأحيانا في العمل عندما يكون هنالك اجتماع مهم أشرد في وسطه، ثم فجأة أفيق لأجد أن هناك شيئا مهماً فاتني، أريد أن أحافظ على وقتي وعقلي، فهذا يسبب لي التأخر وقلة الإنجاز.

أجد أحيانا صعوبة في الحفظ لكثرة الشرود والسرحان، أقضم الأظافر والجلد الذي حولها بشكل غير طبيعي، وأحيانا أشعر بتوتر من داخل قلبي ولا أستطيع الهدوء، أريد أن أفعل شيئا لا أعلم ما هو فأتوتر، أريد علاجا يزيد من تركيزي ويساعدني لأستغل وقتي أكثر من ذلك، والله كل ما يهمني وقتي، أريد أن أنجح في دراستي وأتفوق، أريد أن أستغل دقائق عمري في ما ينفعني، الحمد لله أنا إنسانة لا ينقصني الذكاء، لكن مشكلتي أني لا أستطيع استغلال وقتي والإنجاز، دائما أنظم جدولا لكن محال أن أمشي عليه بحذافيره، أضع مؤقتا وأضبطه على نصف ساعة مثلا على أن أنجز كذا قبل انتهاء الوقت، قد تمر أول سبع دقائق في لا شيء، مجرد سرحان وشرود، وهكذا ويكون إنجازي في نصف الوقت وباقي الوقت لا شيء.

أحب أن أستيقظ باكرا لكن أجد نفسي أحيانا أنام كثيرا، أريد أن أقلل من ساعات نومي، فأنا أشعر بالنعاس بسرعة وأنام كثيرا وأنا أحتاج لوقتي هذا، أريد علاجا لا يؤثر علي ولا يسبب الإدمان أو أي مشاكل أخرى، بل يساعدني على التركيز والتوقف عن الشرود وقضم الأظافر والتفكير في لا شيء.

لدي مشكلة أخرى وهي كثرة النسيان وأنا موقنة أن سببها عدم التركيز، قد أنسى أين وضعت مفاتيحي، قد أبحث عن القلم وهو أمامي، أنسى أين وضعت أشيائي، وأنسى أيضا بعض التنبيهات، قد يطلب مني أحد إحضار شيء فأنسى وأنشغل بأمر آخر فجأة، وهذه المشكلة تسبب لي الإحراج مع أهلي وفي العمل.

وجزاكم ربي الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نوعية السرحان وشرود الذهن وعدم التركيز الذي لديك من الواضح أنه ناتج من القلق، وربما يكون لديك شيء من الإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي كذلك، وأحلام اليقظة أيضًا قد تلعب دورًا أساسيًا في مثل هذا النوع من الشرود، لا يوجد لديك مرض عضوي يسبب هذا، لكن من الأفضل أيضًا أن تُجري فحوصات، تتأكدي من مستوى هرمون الغدة الدرقية، وكذلك فيتامين (ب 12) وفيتامين (د)، هذه الفيتامينات في بعض الأحيان مهمة للتركيز، وكذلك وظائف هرمونات الغدة الدرقية، هذا لمجرد التأكيد الطبي الرصين.

شرود الذهن حين يسيطر على الإنسان القلق يجعل الإنسان لا يُحدد أولوياته بصورة جيدة، مما يجعل الأمور تختلط ويتساوى ما هو مهم مع ما هو وضيع أو غير مهم، ولذا يجب أن يتنبه الإنسان لذلك، يتنبه بأن يُحدد الأولويات، الأشياء المهمة يحاول أن يركز عليها أكثر.

وأنت أيضً محتاجة لراحة جسدية وراحة نفسية، كلاهما يمكن الوصول إليهما من خلال النوم المبكر، وممارسة تمارين رياضية، وممارسة تمارين الاسترخاء. هذه الثلاثة مهمة جدًّا لتجعل قوتك الاستيعابية وحسن التركيز بالنسبة لتشتت الذهن الذي تعانين منه، وتمارين الاسترخاء على وجه الخصوص دعي أحد الأخصائيات النفسيات تدربك عليها، أو يمكنك الرجوع إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015).

أيتها الفاضلة الكريمة، وجدنا أن الخشوع الشديد في الصلاة والانتباه والتركيز، وأن يتذكر الإنسان أن للمرء من صلاته ما عقل منها، هذا يحسِّن التركيز، بل ذكر الله تعالى على الدوام يحسِّن التركيز، مصداقًا لقوله تعالى: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم} ومصداقًا لقوله: {واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون}. فدربي نفسك على هذه المنهجية -وإن شاء الله تعالى- سوف تجني منها خيرًا كثيرا جدًّا، وتفيدك في كل حياتك وكذلك في تركيز، وتلاوة القرآن أيضًا – وهو نوع من الذكر وأفضله – بتؤدة وتدبر فيها خير كثير جدًّا.

بالنسبة للعلاجات الدوائية أعتقد أنك محتاج لدواء بسيط مزيل للقلق والتوتر مثل عقار (فلوناكسول FLUNAXOL)، أو عقار (إمبرامين Imipramine)، أو عقار (بسبرون Busiprone)، أو جرعة بسيطة من مضادات القلق والاكتئاب والمخاوف مثل عقار (سيرترالين SERTRALINE)، حين تذهبين إلى الطبيبة وتجري الفحوصات اللازمة - إن شاء الله تعالى – سوف تصف لك الطبيبة أحد هذه الأدوية أو أي دواء تراه مناسبًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أم حسام

    اعاني يا أختي من بعض ما تعانين منه..احدى قريباتي جربت أخذ أقراص الاوميجا3- الموجود ايضا في بذر الكتان و الاسماك- و قد تحسنت حالتها كثيرا بفضل الله.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً