الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمرضني حبي لشاب حتى وسطت بعض الناس ليوصلوني إليه، فهل أخطأت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخواني بارك الله فيكم على هذا الموقع وجعله ذخرا لكم.

سأحاول اختصار مسألتي راجية من حضراتكم أن تعطوني الجواب الشافي وما يطفئ نار قلبي.

عمري 23 عاما، أدرس شريعة وبقي على تخرجي سنة (فصلان دراسيان)، منذ أول يوم التحقت فيه بالجامعة وقع في قلبي حب طالب يدرس معي في القسم، أعجبني خلقه وحياؤه ودينه وشخصيته، فتعلق قلبي به كثيرا، وحاولت كثيرا أن أتخلص من هذه المشاعر لكن دون جدوى، وكنت أنتبه لنظراته إلي وتصرفاته، ففي البدء أحسست بأني سببت له الفتنة مع أني عادية الجمال، فارتديت النقاب -والحمد لله-، وتوقعت أن تتلاشى هذه المشاعر بمرور سنتين و7 أشهر و 12 يوما، فكنت كلما حاولت التخلص من مشاعري تجاهه لا بد أن يحدث شيء ويعطيني الأمل من جديد، فقد خطب فتاتين وفسخ، وعلمت بأنه يبحث عن فتاة للزواج، وأعلم عن تفاصيل حياته الكثير والكثير، وتحدث صدف تعطيني الأمل أكثر من السابق بأن يتقدم لي.

والآن وجدت نفسي مريضة بما وقع في قلبي تجاهه، ومن كثرة التفكير فيه وكيف أصل إليه، فأنا لم أعد أرغب بوضعي هذا، فقلت: لم لا أضع حدا للموضوع، إما أن تكون نهاية هذا الأمر بالزواج أو أنساه وأمضي في حياتي؟ لأني لا أحب ارتكاب ما يغضب الله مني، فهو في هذا الفصل الدراسي وبعد أن فسخ خطوبته من إحدى طالبات القسم انقطع عن الدراسة، فهذا زادني أملا بأنه قد يتقدم لي فكتبت رسالة لصديقه على موقع تواصل اجتماعي، رسالة ليس فيها كلام فاحش ولا تخل بحيائي، وسألته عن حال هذا الشاب، وأن صديقه يستطيع الاتصال به ويطمئنني عنه، وأخبرته بأني مهتمة لأمره نوعا ما، فهل ما فعلته حرام؟ فأنا متضايقة جدا مما فعلت، ومرت فترة واستعنت بداعية تدرس معنا وأخبرتها قصتي ولم تمانع من مساعدتي.

والآن أنا خائفة إذا عرضت عليه الداعية الموضوع وتقدم لي بأن يرفضه والدي وأنا أريده، فكيف أتصرف؟ علما بأنه يكبرني بسنتين فقط، أرجو أن تساعدوني، كيف أتصرف؟ وهل ما وقع في قلبي نحو هذا الشاب حرام؟ وهل رسالتي لصديقه حرام؟

وعذرا على الإطالة لكن هذا الأمر يشغلني بمعنى الكلمة، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيلفيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

أعجبنا وأسعدنا هذا الحرص على حسم الأمر، وعدم التمادي في المشاعر إلا إذا انضبطت بقواعد الشرع الحنيف، فإن العواطف عواصف، والميل إلى صاحب الدين منقبة للفتاة، وقد أحسنت بطلب المساعدة من الداعية، لأن ذلك أفضل من التواصل مع رجل، وأفضل من ذلك أن تصلى إليه عن طريق أخواته أو إحدى محارمه، أو عن طريق محارمك، ونتمنى أن يصلك ما يحسم الأمور، إذ لا بد أن تكون المشاعر مشتركة حتى لا يكون هناك جري وراء السراب، وقد يكون معجبا بك ولكن ليس له رغبة في إكمال المشوار، وقطعا هذا ليس لنقص فيك، ولكن لأن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

وأرجو أن تطمئني، واعلمي أن كل فتاة جميلة بحيائها وحجابها وإيمانها، وذلك لأن نظرات الناس للجمال مختلفة، وستجد كل فتاة من يعجب بها ويميل إليها، فليس هناك داع للتوتر، ونتمنى عدم تكرار ما حصل، ولا تحملي نفسك فوق طاقتها.

ووصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونشكر هذه الروح التي دفعتك للسؤال، ونسأل الله أن يزيدك حرصا وخيرا، وقد سعدنا بتواصلك مع موقعك، ونسعد بالاستمرار في إفادتنا بالجديد.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر nn

    الحمد لله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً