الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج ولكني في بداية الجامعة وليس عندي مال.. فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد الزواج من فتاة أعجبتني، وهي تدرس معي في الجامعة، وعمري 21 سنة، وكيف أتقدم لها؟ مع العلم أني حاليًا عندي قليل من المال لأعيش به، وكيف أخبر والدي بذلك، وأخاف أن يرفض طلبي بحجة أني ما زلت صغيرًا، وحتى أكمل دراستي، وما زال على إكمال دراستي 3 سنوات وأنا -الحمد لله- أني منذ الصغر إلى الآن لم أكلم فتاة، أو أختل بها، وأحافظ على صلواتي، وأنا حافظ لكتاب الله.

فأريد حلاً لها، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد القادر الجزائري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال والمثالية، وهنيئًا لك بحفظ القرآن، فحافظ على تميزك، وأسأل الله أن يرزقك المال وصلاح الحال، ونسأل الله أن يعينك بالحلال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا يخفى على أمثالك أن المسلم إذا وجد في نفسه ميلاً لفتاة، فإن عليه أن يطرق باب أهلها مع ضرورة أن يخبر أهله، ومن هنا فنحن نقترح عليك طرح الفكرة على الوالدة، فإن صعب عليك فعلى خالة أو عمة، أو أخت شقيقة، ومن المهم أن تبدأ الخطوات عن طريق النساء للتأكد من مشاركتها لك في الميل والرغبة، ولتتأكد أنها ليست مرتبطة، ولتتأكد أنه لا مانع عندها، وأهلها من الانتظار، وإذا كانت النتائج إيجابية، فيمكنك الذهاب للخطوة التي بعدها.

وإذا وجدت من أسرتك وأسرتها تجاوبا وتفاهما، فيمكنك وضع النقاط على الحروف، وهنا قد تتدخل عوامل أخرى مثل: هل يمكن لأسرتك تقديم مساعدات لك للتزوج وأنت في الجامعة، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا فننصح بالاتفاق على التأجيل، وهنا ننصح بأن تتوقف العلاقة تمامًا؛ لأنه ليس لها غطاء شرعي.

وعليكم بالانصراف للدراسة، وعليك أن تستعد في تجهيز نفسك بقدر المستطاع لإكمال المراسيم، وقد أسعدنا أنك تواصلت معنا منذ البداية، وهذا دليل على نضجك ووعيك، وننتظر من أمثالك التقيد بضوابط الشرع في إدارة عواطفهم، وهذا فيه مصالح كبيرة؛ لأن العواطف عواصف مدمرة إذا لم يكن لها لجام وحاجز من الدين.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تجتهد في غض بصرك، وحفظ نفسك لتسعد مستقبلاً بالحلال؛ لأن إطلاق البصر يتعب القلب، ويشتت الذهن، والأخطر من ذلك أنه مخالفة في الشرع.

سعدنا بتواصلك ونشرف بخدمتك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً