الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي متقلبة المزاج وكثيرة الشكوك.. كيف أساعدها

السؤال

السلام عليكم

لدي أخت (والتي أدخلت بياناتها) مزاجية جدًا ففي النهار تكون سعيدة ومرتاحة، وفي الليل تبكي وتحزن وهكذا.

دائمًا تظن أن مستقبلها سيء (مع أن إمكانياتها ومؤهلاتها عالية) ودائمًا تظن بالناس الظن السيء ويكون عندها شكوك، تعاني من زيادة في الوزن وتعمل حميات كثيرًا، ولكنها لا تستفيد، وإذا استفادت يرجع وزنها الذي خسرته فورًا.

أرجو إفادتي بالعلاج المناسب، وشرح حالتها لكي أتمكن من مساعدتها جيدًا، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك ولأختك دوم الصحة والعافية.

نسأل الله تعالى أن يجعل اهتمامك بأمر أختك في ميزان حسناتك، وأن يوفقك في مساعدتها.

مزاج الإنسان معرض للتقلب والتغيير وفقاً للظروف والحوادث التي يمر بها في حياته اليومية، وهكذا أحياناً يصبح منشرح الصدر ومسرورًا، وبالتالي يتعامل مع الآخرين بروح الفكاهة والضحك، وقد يكون منقبض الصدر متكدرًا فيكون أقل فاعلية وتفاعلا مع الآخرين، هذا قد يكون شيئًا طبيعياً يمر به معظم الناس، ولكن إذا زادت هذه الحالة عن الحد المعقول، وأصبحت ملازمة لصاحبها عدة شهور، فالأمر قد يتطلب تدخلاً علاجيًا.

فإذا عرفت الأسباب ربما يساعد ذلك في حل المشكلة، ونرشدها ببعض الإرشادات عسى ولعل أن تفيدها:

1- الإكثار من فعل الطاعات والاستغفار، فإنه مزيل للهم والحزن ومجلب للسعادة -إن شاء الله-، وكذلك تجنب فعل المنكرات والابتعاد عنها، فالذنوب تسبب الضيق والضنك والتعاسة، واعلمي أن الله غفور رحيم.

2- لا تهتم بما فاتها من أمور الدنيا ولا تنظر لما عند الآخرين، ولتتذكر أن الله تعالى هو المانح والمعطي: قال الله تعالى: { وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم } - أن تفوض أمرها لله سبحانه وتعالى فهو مجيب المضطَر إذا دعاه وهو كاشف الضر.

3- أن تركز على الحاضر وتستمتع به وتنس الماضي، وما فيه من تجارب مؤلمة وتتطلع للمستقبل وتتبعد عن التشاؤم ولتكن متفائلة دائماً.

4- أن تجلس مع نفسها وتحاول اكتشاف سبب الضيق الذي هي فيها، فربما يكون السبب تافهًا وحقيرًا، وليس له قيمة لكنها كبرته وأعطته حجمًا أكبر من حجمه.

5- أن تنظر إلى ما هي عندها من النعم والخيرات، وتقارن نفسها بمن حرم من هذه النعم التي حباها الله بها، وبمن هم دونها في كل المستويات.

6- أن تضع لها أهدافا واضحة في حياتها، وتحاول اكتشاف الوسائل المناسبة لتحقيقها واستشارة ذوي الخبرة في المجال والاستعانة بمقترحاتهم.

7- استقرار حالتها المزاجية ربما يساعد كثيراً في ثبات الوزن المستهدف، ولا بد أن تستشعر كل إنجاز تقوم به في هذا الصدد وتكافئ نفسها على ذلك.

وفقكما الله إلى ما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً