الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي لا تهتم بي ولا تحترمني!

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 26 سنة، ووضعي المادي جيد -الحمد لله-، تزوجت قبل تسعة أشهر من فتاة قريبة لي تبلغ من العمر 16 سنة، ولكنني من بداية الزواج دائما أجدها ساكتة، ولا تحب أن تتكلم أبدا، ولا تحب أن أنظر إليها ولا تهتم بي أبدا، ومقصرة بكل حقوقي، رغم أنني أدللها وأخاف الله فيها، ولم أقصر بأي حق من حقوقها، وكنت دائما أنصحها وأعاتبها وأوجهها وأعلمها وأبحث عن أي طريقة لنتواصل معا وتنجح العلاقة بيننا.

وكلما ناقشتها في شيء قالت: أنت تعمل مشكلة، لكن بدون جدوى، وكأنها مجبورة على الزواج، مع أني سألتها وسألت أهلها وأنكروا هذا الشيء، وبعد الزواج بأربعة أشهر حملت زوجتي -والحمد لله-، ومن بعد الحمل بأسبوع بدأت مشكلة جديدة، وهي أنها تريد أن تذهب لأهلها، وبعد جدال سافرنا لأهلها، وقلت سأزور أهلي وأغير جوا، وأصبحت لا تحترمني، وتطيل لسانها بالجوال، وتريد أن تصطنع أي مشكلة، وأي شيء آمرها به تعصي وتقول: أنا حرة، ولا تسمع مني أي كلمة، كأنني عدو لها!

حاولت معها باللين وبالقوة، وأخبرت أهلها بالمشكلة، وكلما أخبرهم تتمرد أكثر، واجهتها بأهلها إن كنت قد أخطأت بحقها أو أي شيء من هذا القبيل، ولكنها بقيت صامتة وقالت: ما في شيء، وآخر مرة كلمتها قالت: أنا أكرهك ولا أحبك، ومنذ تزوجنا وأنا لا أريدك، لكن قلت أجرب، ولكن لم يعجبني الزواج، يعني أن المشكلة ليست في أو في غلط ارتكبته، وعجزت أن أفهم هذه العائلة، وحاولت التواصل مع كل العائلة لأجد حلا لمشكلتي لكنهم غير مُتجاوبين، يوعدوني بالرد ويهملون، والتواصل منقطع بيني وبينهم الآن، وهي عند أهلها منذ فترة.

أريد حلا -جزاكم الله خيراً- هل أطلقها أو ماذا؟ والمولود الذي سنرزق به بمشيئة الله هو ما يمنعني أن أخطو أي خطوة لقطع هذه العلاقة.

حفظكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أبو فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابننا الفاضل في موقعك، ونشكر لك الصبر وحسن المعاملة، وقد أسعدنا حرصك على السؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يجلب لك الخير والاستقرار، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال.

رغم تقديرنا لمعاناتك إلا أننا نتمنى أن تهدئ الأمور حتى تنجب الطفل؛ وذلك لأن المرأة تتغير وتتوتر من الحمل -الوحم- وتحتاج إلى صبر وتحمل، كما أن الطفل يتضرر جدا من توترها وغضبها.

نحن في الحقيقة نشكر لك الصبر والمداراة، وهذا ما ننتظره من كل الرجال، لأن الدرجة الواردة في قوله تعالى: {وللرجالِ عليهنَّ درجة} هي درجة العفو والصفح، كما قال الإمام الطبري رحمة الله عليه، كما أن الشريعة ما جعلت قيادة الأسرة وسياستها للرجل إلا لمؤهلات فطرية ومكتسبة، ولكونه الأبعد في النظر والتفكير.

ليت من يفكر في الطلاق ألف مرة يفكر مرات بعد الألف، وإذا كان أهلها من النوع السلبى فقم بإدارة المشكلة وحدك، واستعن بعد الله بأخواتك ومحارمك من النساء؛ فإنهن الأقدر على معرفة الحقائق النسائية.

نتمنى أن تهتم بها خاصة من نواحي العطايا والهدايا والسؤال؛ حتى لا يجد شياطين الإنس والجن فرصة لزرع الفتن والأحقاد، وسوف نسعد بتواصلك وبالمفيد من التفاصيل، حاصة ما يتعلق بنفورها من الفراش، لأن الفشل في الفراش له علاقة بما يحصل من المشاكل.

من حقك المطالبة بحجب أي استشارةٍ تلامس الخصوصيات، ونؤكد لك بأن حفظ الأسرار مبدأ مهم واستجابة للتوجيه الشرعي، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله والدعاء والصبر، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً