الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضيق في التنفس وأرق وخوف وقلق.. أريد علاجًا لحالتي

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من قلة نوم شديدة، وضيق في التنفس، خاصة في الليل، وخوف وقلق من أي مشوار، أو مهمة جديدة، وقلق على والدتي، أريد علاجًا لحالتي، أخذت أدوية كثيرة بلا فائدة، علمًا أن سني 26 سنة، أعمل محاسبًا.

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ shaker حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

علاج الأرق والضيق الليلي أول ما نبدأ ننصح به الناس هو الحرص على الأذكار، أذكار النوم حسب ما ورد في السنة المطهرة، فيا أيها الفاضل الكريم: ارجع لكتاب النووي، وحاول أن تُتقن هذه الأذكار، ولو ناقشتها مع إمام مسجدك، أو أحد المشايخ من أجل التثبيت، والقناعة النفسية الداخلية، حيث إن هذه الأذكار ذات قيمة كبيرة جدًّا.

من الناحية الطبية: القلق من أكبر أسباب الأرق، وكذلك الاكتئاب النفسي، والوسوسة المتكررة، والإنسان أيضًا قد يضطرب نومه إذا كانت ساعته البيولوجية غير منضبطة، وهذا غالبًا يكون من فعلنا كبشر، فبعض الناس تجدهم لا يثبتون وقت نومهم ليلاً، يكون هناك تذبذب شديد جدًّا في أوقات النوم لديهم، ينامون أحيانًا مبكرًا، وفي أيام أخرى تجد الإنسان ينام أثناء النهار لفترات طويلة، أو يسهر، ثم ينام قبل الفجر، هذا النمط من أسوأ الأنماط التي تضر بالصحة النفسية والنومية للإنسان.

فيا أيها الفاضل الكريم: إذًا اتفقنا أولاً أن تهتم بالأذكار، وتنظيم الساعة البيولوجية للنوم.

وثانيًا: أنت ذكرت أنك قلق على والدتك، هذه -إن شاء الله تعالى-رحمة قلبك، ادعُ لوالدتك بالصحة والعافية، وكن بارًا لها، هذا -إن شاء الله تعالى- يحول قلقك إلى طمأنينة، وهذا أمر مجرب.

ثالثًا: حسن إدارة الوقت، تجنب النوم النهاري، حاول أن تنام ليلاً في وقت مبكر نسبيًا، الساعة التاسعة أو العاشرة، وثبت وقت النوم حتى وإن لم يأتك النوم في الليلة الأولى، أو الثانية، أو الثالثة، بعد ذلك حين يُهيأ الجسم فسيولوجيًا ونفسيًا سوف يأتيك النوم، تجنب أيضًا تناول الشاي والقهوة، وكل المنبهات بعد الساعة السادسة مساءً، الرياضة مهمة جدًّا، لكن لا تمارسها في أثناء الليل؛ لأنها ربما تؤدي إلى اضطراب النوم. أما الرياضة في وقت مبكر في أثناء النهار أو بعد المغرب مثلا، هذه رياضة مفيدة جدًّا.

أيضًا تدرب على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة ومفيدة، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق ما ورد بها من تمارين، حيث إن فيها خيرًا كثيرًا جدًّا.

من حيث العلاج الدوائي: أنت تناولت أدوية كثيرة، لذا أرى أن الإرشادات التي ذكرتها لك سلفًا هي الأهم والأفضل، ومن حيث الأدوية: تناول نصف حبة من دواء يسمى مريتازبين واسمه التجاري (ريمارون) هو محسن للمزاج، ومحسن للنوم، ولا يؤدي أبدًا إلى الإدمان، تناوله ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، نصف حبة – كما ذكرت لك: أي 15 مليجرام – وبعد ذلك اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً