الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي لا تتكلم سوى بعض الكلمات المفردة، ولا تقول جملاً مفيدة

السؤال

ابنتي عمرها 3 سنوات، ووزنها 14 كغم، ولا تتكلم سوى بعض الكلمات المفردة، ولا تقول جملاً مفيدة، ولا تستعمل الأفعال ولا الضمائر، فمثلاً تقول: (ماما نامين) بدلاً عن (أمي أريد أن أنام) ولا تجيب عن الأسئلة، فمثلاً أقول لها: (هل تريدين تفاحة؟ فتقول: تريدين تفاحة) وعندما أقول لها: (ما اسمك؟ تجيب: ما اسمك). وأحياناً تقول كلامًا غير مفهوم، وعندما أناديها، مرة تجيب بسرعة، ومرة لا تجيب إلا بعد مناداتها عدة مرات.

هي عصبية جداً وعنيدة، وتصرخ دائماً، وخجولة، ولا تأكل الطعام؛ فهي ضعيفة ولونها شاحب، وأحيانًا عندما تريد شيئًا تشير فقط بدون كلام، وتحب مشاهدة التلفاز طيلة الوقت؛ فهي تحفظ بعض الكلمات من التلفاز، مثل: أسماء الحيوانات والألوان، والأحرف الانكليزية، علماً بأننا نعيش في الغربة منذ سنة، وهي تذهب إلى الروضة منذ حوالي 3 أشهر تقريبا، ولا تفهم كلامهم؛ لاختلاف اللغة، ولكنها تلعب مع الأطفال.

أعتذر للإطالة وأرجو الإجابة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يتعرض الأطفال في هذا العمر الصغير لأشياء كثيرة يمكن أن تعيق نموّهم وتطورهم الجسدي والنفسي واللغوي والاجتماعي... ونحن نفرّق عادة في تطور اللغة بين فهم اللغة، والقدرة على النطق والكلام، فالتطور اللغوي الطبيعي عند طفل بين الثانية والثالثة من العمر هو كالتالي:

أولا: الفهم:
- معرفة ما يقارب سبعة أسماء من أعضاء الجسم كالرأس واليد، وإن كان لا يستطيع نطقها.
- يستطيع فهم طلب بسيط يوجه إليه من مثل: ضع الكأس على الطاولة.
- يستطيع الإشارة بأصبعه عندما يُسأل مثلا: أين الباب؟

ثانيا: النطق والكلام:
- فالطبيعي أن يكون هناك من الأطفال من يحبون الكلام، وهناك الهادئ منهم.
- يستطيع تسمية بعض أعضاء الجسم وأموره المفضلة كبعض ألعابه.
- يستعمل نطق الضمائر (أنا) و(أنت) وإن كان يخلط بينهما أحياناً.
- يستطيع أن يقول جملة من كلمتين (أريد حليباً).

انظري إلى مستوى تطور لغة طفلتك، وإذا كان دون المستوى المطلوب، وقلقت عليها، فيمكنك أن تأخذيها أولاً لطبيب أطفال؛ ليقوم بفحصها العام والتأكد من سلامة حواسها، وخاصة السمع، لأن أي مشكلة في حاسة السمع ستؤثر كثيراً على اللغة والكلام، وبعد أن يتحقق من أن نموّها طبيعي ومتوافق مع مرحلتها العمرية وسلامة حواسها، فيمكن للطبيب أن ينصح إذا لاحظ عندها شيئاً غير طبيعي من ناحية نموها النفسي واللغوي، وسيتأكد طبيب الأطفال من نقص وزنها وضعف شهيتها.

من الطبيعي جدًا ألا تستجيب الطفلة أحيانًا عند مناداتها وهي منغمسة في لعبها، أو أثناء مشاهدة التلفاز، فالأطفال كالراشدين الكبار يستجيبون فقط عندما يريدون هذا.

وأخيرًا، يفيد التواصل المستمر مع معلمات الروضة؛ لمتابعة تطورها، واندماجها مع بقية الأطفال. واطمئني لأنكم تتكلمون معها في البيت باللغة العربية، وهذا شيء ضروري، فاطمئني، فهي ستتعلم -ومن حيث لا تدرون- اللغتين العربية والإنكليزية، ودون تشويش بينهما.

حفظ الله طفلتك، وأقرّ الله عيونكم بها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً