الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستطيع الجمع بين العبادات والسنن لقضاء الحاجات، مع ضيق الوقت؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 26، يعلم الله وحده مقدار ما وصلت إليه حالتي في الجانب الديني؛ كثرة الأحاديث وما وصل إلينا من السنة النبوية، إلى جانب الفرائض الشرعية تتعبني.

لا أعلم من أين أبدأ، فالإنسان بطبعه لا يشبع، ويريد المزيد، مثلاً: الرزق المالي، أرغب به فأجد أدعية وأذكاراً لذلك، وقراءة سورة في وقت معين، كقراءة سورة الواقعة ليلة الخميس، والزواج كذلك له أدعية واغتسال بماء وسدر في أوقات معينة، والوظيفة كذلك، وراحة البال، والجنة والنار، أنا أريد كل ذلك وأكثر، كيف أقدر أن أوفق بينها؟

كل حاجة لها دعاء معين، وسور تقرأ في أوقات معينة، من أين آتي بالوقت؟ وإذا بقيت هكذا فلن أخرج من غرفتي!! مثلاً: أمس كنت أبحث في النت عن أدعية للقبول، ووجدت الكثير والكثير، فأيهما أختار؟

هل إذا لم أقرأ أدعية الزواج فإني لن أتزوج؟ وهل إذا لم أبحث عن طرق من أدعية وأذكار لزيادة رزقي من مال وجاه فإني لن أحصل على ما أريد؟

ما هو البرنامج اليومي الذي تنصحني أن أتبعه -كفتاة مسلمة- يرضي الله، ويدخلني الجنة بإذنه؟ وكيف أكون قريبة دائماً من الله دون أن تأخذني مغريات الدنيا؟

أريد رقية شرعية من العين والسحر والحسد؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- ونشكر لك التواصل المستمر، والاهتمام والرغبة في الخير والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ويصلح الأحوال.

نحيي فيك هذا الحرص، ونؤكد لك أن المحافظة على الصلوات، والمواظبة على الأذكار الواردة في مختلف الأحوال: إذا دخلنا، إذا خرجنا، إذا أكلنا، إذا نمنا، إذا استيقظنا، إذا... مع طلب العلم، وتجريد التوحيد لربنا المجيد، كل ما سبق يغني عن كل ما تقومين به؛ لأن معظم ما ذكر ليس له أصل صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن شغله ذكر الله عن الطلب أعطاه الله أفضل ما يعطي السائلين.

المسلمة تؤدي ما عليها من العبادة، وتسأل الله أسئلة مباشرة لا تكلف فيها، ولا تنطع، ولا عدوان، والمتتبع للقرآن يجد أن من الأنبياء من اكتفى بالثناء على الله، وإذا كان الشاعر قد قال لبعض أهل الدنيا:

إذا أثنى عليك المرء يوماً ** كفاه من تعرضه الثناء

كيف بالكريم مالك الدنيا والآخرة؟ وبعض الأنبياء اكتفى بعرض الحال: {إني مسني الضر} ولا مانع من الدعاء، بل الدعاء هو العبادة، ولكن الممنوع هو تحديد سور من غير أن يرِد من السنة ما يخصصها، وتحديد أعداد، وعمل مراسيم، ...الخ.

أرجو أن نعلم أن العظيم خلقنا لعبادته، وتكفل بأرزاقنا، بل وبأرزاق كل دابة، وما علينا إلا أن نفعل الأسباب، ثم نتوكل على الكريم الوهاب، والمسلم يسعى ثم يسأل الله، والمسلمة تشارك جمهور النساء فى شهود الأعياد، والذهاب إلى المحاضرات، وتظهر بين النساء ما وهبها الله من أدب وملاحة، وتسأل الله من خيره، وأرجو أن تعلم بناتنا أن لكل امرأة أخاً، أو ابناً، أو محرماً يبحث عن الفاضلات.

أما بالنسبة للرقية الشرعية: فتكون بالمعوذات، وآية الكرسي، وخواتيم البقرة، وسورة البقرة، وغيرها من الآيات والسور التي فيها حديث عن السحر، وبطلانه، وعن الجن وضعفه، وعن الحسد وأهله.

المهم في الرقية هو استعداد المحل بالطاعة لله عز وجل، واليقين والثقة بأن الله هو الشافي، وأن تكون الرقية للنفس، أو من والد شفيق، أو زوج صادق حبيب؛ لأنهم أخلص في دعائهم، ولا مانع من الذهاب لراقٍ شرعي ظاهره التمسك بالسنة والكتاب، وليس عنده مخالفات ظاهرة كالخلوة بالنساء، أو لمسهن، وأن تكون الرقية بكلام مفهوم، ومشتملة على آيات وأحاديث، وعليه أن يهتم بالعلاج دون إعلان التصنيف للمرض، أو اتهام الآخرين، وهذا الذي يرضي الشيطان الرجيم.

هذه وصيتنا لك: بالمحافظة على أركان الإسلام، ثم بالمحافظة على السنن والأذكار الواردة عن رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، وحب الله ورسوله، وبر الوالدين، والإحسان للأرحام، وفعل ما استطعت من الخيرات، والمحافظة على ورد يومي من القرآن، ولا تكلفي نفسك ما لا تطيقين، واطلبي العلم؛ فالفقيهة أشد على الشيطان من ألف عابد وعابدة، نسعد بتواصلك مع موقعك، ونسأل الله أن يوفقك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً