الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل التعب الذي أشعر به قليلاً تهيّؤات نفسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا على هذا الموقع الرائع.

أنا من فلسطين، من غزة، عمري 43 عامًا، قبل أربع سنوات كان عندي تضيُّق في الشريان التاجي، وقمت بتركيب دعامة في الشريان، -والحمد لله- الأمور كلها جيدة، لكن منذ شهر رمضان، وأثناء بدء الحرب على غزة، بدأت ألاحظ زيادة ضربات القلب في كل وقت، وتصل إلى (100) ضربة في الدقيقة، وشعور بتعب بسيط، وهذا الحال له فترة، وخاصة بعد الفطور في رمضان، ووصلت الضربات إلى (105) ضربات في الدقيقة بعد الإفطار ومن غير جهد، واستمرت بعد رمضان وأثناء الحرب.

وبعد تخطيط القلب و(الايكو) أخبرني الطبيب أن الأمور كلها جيدة وممتازة، وليس لديّ أمراض تسبِّب لي هذه اللَّهثة والتعب، لكنه لاحظ زيادة عدد ضربات القلب ما بين (98 -102)، فزاد لي جرعة (الكارفيديللول) من (6.25 إلى 12.5) مرتين يوميًا.

والآن الضربات تتراوح ما بين (80 – 87)، وأحيانًا تستقرّ من غير جهد على (85)، وأنا حالتي النفسية تعبانة جدًا؛ لأن الضربات لم تعُد تستقرّ في معدل السبعينات إلا قليلاً، وبمجرد فعل أيّ شيء كالقيام من مكاني، -أو الوضوء خاصةً- تزيد إلى (85) ضربة، وتصبح شبه ثابتة من (82-88)، وطول اليوم والليل ليس لي عمل إلا قياس النبضات، حتى في الشارع، وفي العمل، وفي زيارة الاقارب! تعبت جدًا.

فهل هناك أي خطورة من زيادة (كارفيديللول)؟ وهل زيادة الجرعة تعني أن حالتي تسوء؟ وهل التعب الذي أشعر به قليلاً هو فعلاً تهيّؤات نفسية؟ وهل للقولون العصبي الذي أعاني منه أي علاقة بذلك؟ وهل تنصحونني بتناول مهدئ أعصاب؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرًا، فأنا خائف جدًا، ماذا أفعل في مثل هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وبارك الله فيك -يا أخ حسام- وفي أهل غزة الكرام.

الحمد لله أن الفحوصات التي أجراها الطبيب طبيعية، وفي الأوضاع التي مررتم بها، فإن الخوف والقلق يؤديان إلى زيادة إفراز (الادرينالين) من الجسم؛ وهذا يؤدي إلى زيادة ضربات القلب، وعدد ضربات القلب الطبيعية هي من (60-100) ضربة في الدقيقة، وهذا يعني أن ضربات قلبك في معظم الأحوال كانت طبيعية.

وتزداد ضربات القلب مع الجهد، والخوف والقلق والتوتر، وكثرة المنبهات وقلة النوم، ومع ارتفاع درجة الحرارة، وإذا كان هناك فقر في الدم، أو زيادة في نشاط الغدة الدرقية، أو ضعف في عضلة القلب -إلا أن (الايكو) كان طبيعيًا عندك، وهذا يستبعد ضعف عضلة القلب عندك-.

إن كثرة التركيز على أن تقِيس ضربات القلب، هو نوع من القلق والتوتر، وهذا بحد ذاته يزيد من إفراز (الادرينالين)، وهذا يزيد من ضربات القلب؛ لذ يجب أن تحاول أن تهدئ نفسك، وتمارس تمارين الاسترخاء، وان تلجأ إلى الله بقراءة القرآن والصلاة.

وأما عن زيادة جرعة (الكارفيدالول)، فهي ما زالت جرعة صغيرة، يمكن زيادة الجرعة إلى (25) مرتين في اليوم، وزيادة الجرعة لا تعني أن الحالة تسوء، فقد طمأنك الطبيب الذي فحصك -ولله الحمد-، وكثير من الأحيان وبسبب ظروف الإنسان؛ فإنه يحتاج لزيادة الجرعة، ومعاناتك من القولون العصبي، تعني أيضا أنك تعاني من القلق.

نرجو من الله لك راحة البال والاطمئنان والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً