الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنتظر الفتاة سنة للزواج أم أبحث عن غيرها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا رجل في أمس الحاجة للزواج والعفاف, وقد تعبت كثيرا من الفتن في مجتمعنا, وتقدمت مؤخرا لخطبة أخت, فقالت لي: لا يمكنني الزواج إلا بعد سنة كاملة؛ نظرا لظروف دراستي؛ فهل أوافق وأصبر؟ أم أجدد البحث عسى أن أجد من تقبل الزواج دون انتظار؟

نفع الله بكم, ولا تنسانا شيخنا من صالح الدعاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ندعوك –ابننا الكريم– إلى المبادرة والمسارعة بالزواج، فإن الزواج ينبغي أن يُسارع إليه الإنسان في زمن الفتن، وإذا خاف على نفسه الوقوع في الفتن فعليه أن يبادر إلى الزواج.

إذا كانت الفتاة التي تقدمت إليها تحتاج إلى وقت, فليس هناك داع إلى أن تنتظرها، وابحث عن غيرها من الفتيات، والنساء كثير، واطلب معاونة الأسرة ومساعدتهم في اختيار الفتاة المناسبة، فإن من سعادة الإنسان أن يفوز بفتاة يرتاح إليها وترتاح إليها الأسرة، وأنجح أنواع الزيجات هو ما تشترك فيه الخالات والعمات والوالدة والأخوات.

ومع ذلك فإنا ندعوك أن تختار لك الأسرة مجموعة من الفتيات وتنتقي منهنَّ صاحبة الدين والخلق، وأن تنتقي من تجد فيها ما تريد من الجمال وما يدعوك إلى نكاحها، فإنا لا نريد في الزواج أن تكون هنالك مجاملات، بل ينبغي أن يُبنى الزواج الناجح على الاختيار بحرية للطرفين، القبول، الارتياح، الانشراح، الانسجام، لأن التلاقي قبل أن يكون تلاقيًا بين الأجساد هو تلاقي بين الأرواح، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

واعلم أن الزواج هو الحل الناجع والنهائي والصالح، وهذا من إعجاز هذا الدين كما أشار لذلك بعض أهل الغرب، لأن الإسلام يحسم هذه المسألة بمسألة الزواج، وييسر هذا الأمر، ونحن الذين نعقّد الأمور على أنفسنا، فأعدَّ نفسك للزواج، وابحث عن المرأة الصالحة المناسبة لك، واعلم أن خير البر عاجله، فلا تتأخر في هذا الأمر.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً