الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أنيميا منجلية ونوبات أنيميا شديدة، فهل أستطيع الصوم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من أنيميا منجلية، فهل أستطيع الصوم؟

علما بأني بين فترة وأخرى أتعرض لنوبات أنيميا شديدة جدا، ونسبة الدم عندي جيدة 9، ولكن رغم هذا ما زالت الآلام تعاودني بين فترة وأخرى، وخوفي من نوبات المرض يجعلني لا أصوم، فما هو الحل؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأنيميا المنجلية Sickle Cell Anemia هي أحد أنواع فقر الدم، وهي تصيب كريات الدم الحمراء، وهناك عدة أسماء لهذا المرض، فبالإضافة إلى الأنيميا المنجلية، فإنه يطلق عليها أيضا فقر الدم المنجلي أو مرض المنجلية.

وهذا المرض محمول على جين وراثي يصيب الهيموجلوبين، وهو قلب كرات الدم الحمراء الناقل للأكسجين إلى الخلايا، وعند المريض الحامل المرض جين واحد يتأثر، والمريض بالأنيميا المنجلية لديه عطب في كلا الجينين المصنعين لسلسلة البروتين بيتا (Beta Globin chain)، وعند الولادة يكون الطفل سليما، لكن عند بلوغ الشهر السادس أو أكثر من العمر يبدأ ظهور علامات المرض، والتي في العادة تكون مصحوبة بانخفاض بنسبة الهيموجلوبين (فقر دم).

والعلاج لا يتم إلا في المستشفيات، وهناك صور للعلاج، منها دواء فعال يسمى هيدروكسي يوريا متاح الآن لتقليل عدد النوبات، وتعالج النوبات المسببة للألم الشديد بمسكنات الألم، وسوائل عن طريق الوريد وأكسجين، وتعطى المضادات الحيوية في حالة الشك بوجود عدوى، ويجري نقل الدم للمريض إذا أصبحت الأنيميا شديدة للغاية (فقر الدم المنجلي الحاد) لتصحيح فقر الدم، والهدف منه تخفيض مستوى Hb S غير السوي، ولتعزيز مستويات الهيموجلوبين الطبيعي في الدم.

ومن الأمور التي تؤدي إلى نوبات من تكسر الدم لمريض الأنيميا المنجلية الجفاف نتيجة ساعات الصيام الطويلة، بالإضافة إلى الأجواء الحارة، أو حدوث التهابات بكتيرية، أو حالات التوتر الشديد والإرهاق، أو عدم تناول الأدوية الخاصة، ولذلك الوحيد الذي يقرر الصيام من عدمه هو المريض نفسه، فإذا شربت المزيد من السوائل والعصائر والماء، وجلست في أجواء معتدلة الحرارة فيمكنك الصيام، وإلا فلك أن تفطري خوفا من حدوث نوبات من تكسر الدم.

حفظك الله من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً