الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي أني أثناء المذاكرة أشعر بالعجز والفشل، وأستسلم سريعا!

السؤال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أجيد كتابة المقدمات لذلك سأكتب مباشرة.

فقد مللت من نفسي كل يوم، أقول سأنهي مذاكرة المادة كاملة، وفعلاً أذاكر وأذاكر إلى أن أتعب وأستسلم، وأترك المادة لليوم التالي، وللأسف فالمنهج طويل ويحتاج مثابرة.

أنا لست فقط أستسلم عند المذاكرة، أو التعب، -أنا لا أجيد التعبير-، لكني أريد القول أنني أيأس بسرعة، وهذه صفة من صفات الفاشلين، فكل الناجحين الذين تعرضوا لي كدعامات أسقطتهم على الأرض، لكن لم يستسلموا من أول كدمة بل نهضوا، وهذا سر الناجحين، أما أنا فمن أول كدمة أستسلم، فقد مللت من تكرار هذا، ولا أستطيع السيطرة على نفسي، أريد أن أكون أفضل، ولكني فعلاً عاجزة، واليوم ضعف إيماني جداً، وأيضاً هذا بسبب كوني لا أثبت، أو ليس لدي اتزان، كل يوم عندي شخصية، كل يوم عندي تفكير.

لا أعلم لماذا أنا عاجزة؟ شعوري أني كالإنسان المرمي على الأرض مقطع اليدين والرجلين، وتدهسه الناس بالأرجل، بالرغم من أن لديه رجلين ويدين يستطيع النهوض بها، ولكنه يفتقد شيئاً لا أعلمه، فعلا أشعر بالعجز وعدم القدره على السيطرة، وأعلم أن لا أحد يستطيع مساعدتي إلا نفسي ولكني عاجزة، لذلك أود أن أعرف لماذا أنا هكذا؟ أو أريد طلب العون والمساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما تمرين به -أختي الكريمة- ربما يكون نوعاً من اضطراب المزاج، وقد يكون نتيجة لعوامل كثيرة عارضة منها المسؤوليات، وتراكم المهام، وقلة الإنجازات، ونتمنى أن تكون فترة عابرة تعودين بعدها لنشاطك السابق.

فيما يلي بعض الإرشادات ربما تفيدك في التخلص من المشكلة الحالية:

1- تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص وهي: الرغبة في بلوغ الكمال، سرعة التسليم بالهزيمة، التأثر السلبي بنجاح الآخرين، التلهف إلى الحب والعطف، الحساسية الفائقة، افتقاد روح الفكاهة.

2- حاولي التحلي بالصفات التي ضدها مثل: القناعة بما عندك، وعدم الاستسلام، والاستفادة من التجارب الفاشلة، وتمني النجاح للآخرين، وليكن نجاحهم دافعاً وحافزاً بالنسبة لك، واسعي ليكون حب (الله ورسوله) هدفاً لك، وليكن مقياسك للأمور مستمدًّا من الكتاب والسنة، لا من الهوى والأحكام الذاتية، ولا تقللي من شأنك ومن قيمتك، فأنت بالله أقوى وأنت بالله أعزّ وأرفع.

تذكري حديث ابن عباس رضي الله عنهما: قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال:(يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعوا على أَن ينفعـوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

3- ضعي لك أهدافاً واضحة واكتبيها، بحيث تسهل قراءتها بين الحين والآخر وتذكريها بإستمرار.

4- داومي على الصلوات الخمس في مواعيدها، وخاصة (صلاة الصبح) لكي تنعمي بالبركة في وقتك.

5- حددي الأوقات التي يكون فيها مزاجك معتدلاً ومستقراً، وذهنك متيقظاً للاستيعاب والفهم لكي تكون هي أوقات المذاكرة، فبعض الطلاب يفضل المذاكرة في الصباح الباكر، والبعض الآخر يفضلها في الفترة المسائية.

6- حددي أوقاتاً للترفيه والتزمي بها، ولتكن متخللة لبرنامجك اليومي، ولفترات قصيرة.

8- حددي أوقاتاً للراحة والنوم والتزمي بها حتي تنتظم ساعتك البيولوجية.

9- قومي بوضع جدولك وفقاً للمعطيات السابقة، وقيمي مدى التزامك به يومياً، مثلاً إذا التزمت به تماماً أعطي نفسك 10/10، وهكذا تقل الدرجة إذا قل الالتزام، وفي نهاية الأسبوع قومي بوضع هذه الدرجات في صورة رسم بياني يوضح ما أنجزت كل يوم، وتذكري عوامل النجاح والفشل التي أدت إلى التزامك أو عدمه لكل يوم، لكي تقومي بتعديل أو إصلاح خطتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا سوارالذهب

    المدلله انا ايضآ اعاني من نفس المشكله ولم اجد حلآ لالكن الحمدلله بعد القرااوآ سوفه ا اعمل جاهدآ بهذه النصائح

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً