الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لديّ مشكلتان، ولا أدري هل لهما علاقة ببعضهما أم لا؟

السؤال

لديّ مشكلتان، ولا أدري هل لهما علاقة ببعضهما أم لا؟

المشكلة الأولى: في طفولتي كنت أجد لذة بتعذيب الصغار وأنا صغير! وكانوا أصغر مني بفارق ثلاث سنوات إلى سنتين، كنت أقول لأحدهم: أمسك فلاناً، سنقوم بقتله، ثم يضطجع ذلك الصغير على الأرض، والطفل الآخر يمسك به، ثم أضع قطعة صخر على رأسه وأقول: سأقوم بقتلك الآن، وأجعلها تلامس رأسه، ثم أضحك عليهم وأقول: إني أمزح معكم، وأعيدها أكثر من مرّة.

الشيء الثاني: لديّ قلق فظيع من المستقبل، لدرجة أني أشعر أن القيامة ستقوم في الأيّام القادمة، وكل يوم جمعة أرتقب الشمس بشكل كبير، هل خرجت من المغرب أم لم تخرج؟ أنظر للطلبة الذين بالأقسام الجيدة والذين يتعبون ويكافحون، فأقول في نفسي ورغمًا عني:
مساكين! فترة قليلة وستقوم الساعة، وستذهب دراستهم عليهم هباءً، صرت أقضي أيامي بلا مبالاة، وكأنها ستكون آخر الأيام لي.

علماً أن عمري 25 سنة، وفشلت في حياتي كثيراً! مع العلم أنه لا ينقصني لا علم ولا دراية، وأنا الآن في السنوات الأخيرة بالجامعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

إنّ الكثير مما ورد في سؤالك يشير إلى حالة من القلق، وربما شيء من التشويش، وواضح أنه من الطفولة، وهذا ربما ما يفسر ما وصفته عن سلوكك في الطفولة، وحتى الشعور باقتراب يوم القيامة أيضاً ربما مردّه إلى هذا الشعور بالقلق، وعلى فكرة فقد يكون هذا القلق شعورياً أو لا شعورياً، حيث يعيش الشخص جوّاً من القلق، أو المشكلات الأسرية أو الاجتماعية، وقد لا يدرك مدى تأثير هذه المشكلات على مشاعره، وعواطفه، وسلوكه.

أيضاً كونك في السنة الأخيرة من الجامعة؛ فلا شك أن هذا يعرّضك لشيء من الضغط مما يزيد من قلقك، سواء عن الفترة الحالية، أو المستقبل، القريب والبعيد.

السؤال الآن: كيف يمكنك التكيّف مع الحال الذي أنت عليه؟

قد يفيدك أن تفكر في طبيعة طفولتك، ولماذا وصلت للحال الذي أنت عليه الآن؟

كيف كانت -يا ترى- الطريقة التي عوملت بها في طفولتك؟.

كيف كانت علاقتك بأمك وأبيك؟.

هل -يا ترى- مررت ببعض الصدمات النفسية، أو الظروف الصعبة التي جعلتك تشعر بالقلق، وقلة الشعور بالاطمئنان؟.

إن فهمك لتاريخ حياتك؛ سيعينك على فهم الحال الذي أنت عليه، وبالتالي يعينك على التغيير الذي تتطلع إليه، وتريد إحداثه في حياتك، و-بتقديري- قد تحتاج للحديث مع أخصائي، أو طبيب نفسي، وخاصة إذا كنت غير مرتاح من الحال الذي أنت عليه، أو طالت المعاناة، فأرجو ألا تتأخر في استشارة أخصائي نفسي، ممن يمكن أن يساعدك في وضع يدك على بعض الأمور الحساسة والهامة في حياتك.

أريد أن أقول: إن الاستشارات الإلكترونية تبقى استشارات إلكترونية، أي أن هناك محدودية في علاج الحال، وتغيير السلوك، فلا بد في النهاية من مراجعة العيادة النفسية.

وفقك الله ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً